ظاهرة غير أخلاقية، تتفشى كثيرا هذه الأيام بمواقع التواصل الاجتماعي، وتتمثل بانتحال البعض لأسماء شخصيات عامة واعتبارية، ليتم من خلالها أما تمرير الكثير من الأفكار والرؤى التي يضفي عليها الاسم المنتحل أهمية ويمنحها مداءات لم تكن تحصل عليها لو نشرت باسم صاحبها الأصلي أو وهذا السبب الآخر للانتحال يكون الهدف هو الإساءة لصاحب هذا الاسم من خلال طرح أفكار وعبارات تسيء له، أو لتوجهه، أو معتقده. ولأن هذا الإعلام الجديد أصبح جزءا أساسيا من تكوين الوعي والفكر والتلقي، فإن مسؤولية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بصفتها الجهة المناط بها تسيير دفة هذه السفينة تقنيا، تتضاعف في سبيل تنقيته من هذا العبث والحفاظ على مصداقية ما يطرح من خلاله، وذلك بتفعيل تقنية التعقب ومن ثم تطبيق الجهات المختصة للنظام الذي ينص على معاقبة المنتحل بالسجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات، أو بغرامة مالية، أو بهما معا، لأن تطبيق النظام بحزم هو الرهان الناجح، وليس الوعي العام الذي يتفاوت ولا يمكن التعويل عليه كثيرا. وفي هذا الصدد أتذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كانت قد نفت وجود أي حساب بتويتر للشيخ عبد الرحمن السديس، ومع ذلك لايزال هذا الحساب المنتحل يغرد لقائمة كبيرة جدا من المتابعين الذين لا وقت لديهم للتمحيص والتدقيق.. حتى يتم التطبيق الفعلي للنظام الذي أشرنا إليه أعلاه أعتقد أنه من المناسب أن يطبق متصفح هذه المواقع سياسة الهرم المقلوب وذلك بأن يتعامل مع حساب كل شخصية شهيرة بأنه حساب منتحل حتى يثبت العكس!.