لقد حث الدين الإسلامي المسلمين على العلم النافع في أي مجال من مجالات الحياة الواسعة أو في أي ميدان من ميادين العلوم والمعارف المتنوعة، ابتغاء مرضاة الله وخدمة الإسلام والمسلمين، وأولى العلم الشرعي عناية خاصة واهتماما بالغا قبل العلوم الأخرى، فالعلم الشرعي يقرب المسلم من الله تعالى، ويجعله متعلقا بالله كثيرا، وجميع العلوم تزيد الإنسان المؤمن خيرا متى استخدمت استخداما سليما، وتفتح أمامه أبوابا واسعة في التدبر والتفكر والإدراك فيما يحيط به من أسرار الخلق والمخلوقات، وبديع خلق الله في السماوات والأرضين، أو ما جاء في الإعجاز في السنة والآيات، فالعلم هو السبيل الوحيد الذي يصل بالمؤمن إلى معرفة الله، و يزيده تعلقا وإيمانا به، فالله هو المستحق للعبادة وحده دون سواه، هذا وقد أثنى الله تعالى على العلماء من عباده المؤمنين لأنهم أشد الناس خشية لله فقال تعالى: (إِنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) [فاطر: 28]. والعلماء هم أعلام خير وهدى للبشرية جمعاء، يستنير بعلومهم الجاهلون، وهم مصابيح نور في الدجى، يهتدي بنورهم التائهون، ولفضل العلم قال صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) «رواه مسلم». عبدالعزيز السلامة