* هل ترى أن الحل قد يكون في فصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟ لا بد أن يحدث هذا. النظام العالمي أن اتحاد اللعبة لا بد أن يكون بعيدًا عن الجهة المشرعة والمنظمة التي هي في المملكة الرئاسة العامة لرعاية الشباب. اتحاد اللعبة يمثّل اللعبة وكل أطرافها لا بد أن تكون موجودة فيه، وأن يتم انتخابهم حتى يدافعوا عن حقوق أنديتهم. الوضع عندنا مختلف. جزء من الاتحاد لدينا ينتخب والجزء الآخر يعين بواسطة رعاية الشباب. * نعود إلى اللجنة التي أمر بتكوينها خادم الحرمين الشريفين بعد النتائج السيئة للمنتخب السعودي، ويبدو أن من أهدافها تحديد الأخطاء، ما النتائج التي توصلت لها اللجنة، لأننا لم نسمع شيئًا عنها؟ العيب ليس في اللجنة، والخطأ ليس خطأها، وهي رفعت توصياتها. بالمناسبة لم تكن لجنة واحدة بل مجموعة لجان. هناك لجنة لكرة القدم، ولجنة مالية، ولجان أخرى. التقرير كان متكاملاً. * ما أبرز الحلول التي وضعتموها؟ الحلول كانت مدروسة وهناك شركات متخصصة قامت بالدراسة ووضعت مقترحاتها. المبلغ الذي أنفق في الدراسة كان مبلغًا كبيرًا. على المسؤولين أن يقوموا بإخراج التقرير، وأن ينشروا ما يهم الناس فيه. * ما رأيك في الإعلام الرياضي؟ الإعلام الرياضي نفسه يعتبر هاويًا، وهو أسهل عمل يمكن أن يمارسه الشخص. كل من لديه قلم يمكنه أن يكتب ما يشاء ويرسله إلى صحيفة ما ويتحدث عن أحد الأندية، وعلى الفور يصبح إعلاميًّا رياضيًّا. لابد أن يكون العمل أكثر تنظيمًا وتقنينًا. الرياضة مجموعة عناصر تكمل بعضها حتى يمكن النهوض بالمستوى، ومن ضمن هذه العناصر الإعلام الرياضي الذي يلعب دورًا أساسيًّا، وكذلك الجمهور الرياضي الذي لا بد أن يكون أكثر وعيًا وأخلاقًا، وكذلك إدارات الأندية ولاعبيها. هناك مجموعة من العناصر. محاسبة الصحفي * هناك من يرى أن بعض الشخصيات الفاعلة في الأندية أصبحت تؤثر في الإعلام الرياضي.. كيف ترى هذا الموضوع؟ وهل ترى أن الإشكالية الرئيسية من الأندية؟ الإشكالية ليست من الأندية. اللاعبون الرئيسيون من خارج الأندية، وهي شخصيات رياضية. لا يمكن أن تمنع هذه الشخصيات من الكلام. أنا كرئيس تحرير أستطيع أن أحاسب الصحفي الذي لا يستطيع أن يثبت ما كتبه بالمستندات الكافية. كذلك لا بد للصحفي أن يكون محترفًا. إذا كان باستطاعة الإداري أن يتحدث كما يشاء للصحفيين، ويقوم رئيس التحرير، أو رئيس القسم الرياضي بإجازة هذه المادة. فالعملية هنا تكون مشتركة وليست على الرياضيين أو الإداريين فقط. عناصر النجاح * أربع بطولات حققتها خلال فترتك الثانية.. ما الأسباب وراء هذه النجاحات اللافتة؟ السبب الرئيسي يعود لأعضاء المجلس الذين عملوا معي، وأعتبر أن كلاً منهم أفضل مني وأحسن مني خلقًا وعلمًا. العمل الإداري لا بد أن يكون متكاملاً. لا بد من وجود من هو ملم بكرة القدم، ومن هو ملم بالنواحي المالية. هذه أحد العناصر الأساسية وهي أن تحسن اختيار العاملين معك في المجلس. العامل الثاني هو أنه كانت لدينا مجموعة من اللاعبين الذين يمكن بدفعة بسيطة أن تصنع منهم لاعبين متميزين. أدلل لك على كلامي حمزة إدريس الذي كان في تلك الفترة أفضل لاعب ونال درعًا آسيويًا، وكانت نفسيته قبل هذه الفترة متدنية، وكان مستواه غير جيد. استطعنا أن نساعده على استعادة مستواه، وذلك عندما ساعد نفسه وأصبح لاعبًا مميزًا. وجود اللاعبين المميزين الذين استطعنا أن نبث فيهم روح الفوز والمسؤولية عامل أساسي. هؤلاء اللاعبون يمكنك أن تستثيرهم ليقدموا لك عطاءً بلا حدود، ولا يتوقفون في فترة ما. العامل الآخر هو أن الناحية المالية كانت جيدة وكنا لا نؤخر مكافآت اللاعبين أو رواتبهم أو مكافآت الفوز. هذه من الأسباب الرئيسية. كذلك كنا معتدلين في الصحافة، ولم نكن نهاجم الآخرين. كل الأندية الأخرى كانت تجمعنا بها علاقات طيبة. لم نكن نعادي أحدًا. ما بيني وبين الآخرين هو البساط الأخضر الذي نفوز عليهم داخله. خارج البساط الأخضر نحن إخوة. كثير من العائلات بها من ينتمون إلى أندية متعددة. معارضة بشدة * لديكم «الداعم» و«المؤثر» و«الفاعل» وهذه الشخصيات تمتلك قرارات رئاسة النادي وتحدد من يأتي ومن يذهب مما عطّل الإرادة الجماهيرية ولم تعد الانتخابات واقعًا ملموسًا وإنما تعود لهذه الشخصيات، ما هو تعليقك على هذا؟ أعجبتني كلمة للأخ محمد بن داخل في صحيفة اليوم عندما قال إنني لا أقبل فرض أسماء، وعندما سألوني في اليوم التالي قلت إنني أؤيده. أنا من المعارضين بشدة لأن يقوم شخص أو اثنان أو ثلاثة بتسيير مجلس الإدارة أو تسيير رئيسه. هذا معناه أن رئيس النادي لا شخصية له. لكن لا مانع من الاستئناس بآرائهم أو استشارتهم، وإذا كان للرئيس رأي مغاير يمكن أن يشرحه لهم مدعمًا بالأدلة المقنعة، ولكن في الآخر الرأي لرئيس النادي. العملية ليست سلطة أو سيطرة. الرئيس هو الذي يضع يده في النار ويعرف المشكلات التي في النادي والحقائق الواقعية. عندما يأتي شخص بعيد عن الأمور التنفيذية اليومية ويقوم باتخاذ قرار ما فمن الصعب أن يوافق الرئيس على ذلك، ولكن أفضل طريقة هي الجلوس معه ومناقشته. إذا كان رأيه مقنعًا يؤخذ به، أمّا إذا كانت مجرد أمور عاطفية أو رغبات لأشخاص آخرين فهذا ما لا يكون. * بالنسبة للاستثمار الرياضي يقال إن رؤساء الأندية كانوا ينفقون على الأندية، الآن في زمن الاحتراف يقال إن النادي هو الذي يحقق الإيرادات، والأندية ليست بحاجة إلى رؤساء أثرياء بل تحتاج إلى من يملكون العقليات الإدارية. ما قولك؟ الفرصة الآن للشباب المتعلم والمتمكن من النواحي الرياضية والإدارية. وعلى أعضاء الشرف أن يختاروا هؤلاء لأنهم سيكونون مكسبًا للنادي. لا حاجة الآن لرئيس أو أعضاء يدفعون الأموال. تستطيع إذا كنت صاحب عقلية إدارية أن تجتذب أموالاً للنادي. تحويل الأندية إلى شركات * هل يمكن أن تتحول الأندية إلى شركات قطاع خاص؟ هذا بيد المسؤولين، وسبق أن تحدثت في هذا الموضوع أكثر من مرة، ولكن يهيأ لي أن رؤيتي تختلف عن الآخرين. إذا كنت تريد أن تقيم مصنعًا تستطيع بسهولة أن تذهب إلى وزارة التجارة لتستخرج سجلاً تجاريًّا، ومن ثم تذهب لوزارة الصناعة لتحصل على التصريح. ما الذي يمنع أن يكون نفس الأمر في الرياضة؟ يمكن أن آخذ سجلاً تجاريًّا وأذهب إلى رعاية الشباب لتعطيني التصريح. يمكن لرعاية الشباب أن تحوّل الأندية إلى شركات مساهمة وينطبق عليها نفس نظام الشركات المساهمة أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة، ويمكن لشخص واحد أن يمتلك النادي. البعض قد يقول إن هذه الأندية لها مشجعوها ومحبوها. المشجع الخارجي لم يدخل إدارة النادي ويهمه في الأخير أن يفوز الفريق. إذا استطاع شخص ما أن يحقق آمال الجماهير في الفوز فهذا هو المراد. فرصة للاستثمار * هل هناك ما يمكن أن يسمى بالاستثمار الرياضي؟ نعم بالتأكيد. الرياضة كلها أموال. شعار النادي لوحده يمكن استغلاله هو وما يتبع الشعار من فانلات وأحذية. كذلك يمكن التفكير في إنشاء المراكز الرياضية. هناك إحصائية تقول إن لكل 4 آلاف شخص في أوروبا هناك نادٍ. مقارنة بالمملكة نجد أن هناك ناديًا لكل 150 ألف شخص. لذلك توجد فجوة تحتاج إلى أن تملأ بالأندية. هذه فرصة كبيرة للاستثمار وإيجاد أندية للشباب ورياضة الشباب واستغلال أوقاتهم في ما يفيد. إشاعة إيطالية * ما قصة شرائك لنادٍ في إيطاليا؟ (ضاحكًا) القصة غير حقيقية، ويبدو أن الإيطاليين من أطلقوها لأنها لم تنشأ من المملكة. ذكر اسم دونادوني وهو لاعب إيطالي لعب في الاتحاد. * أليست لك استثمارات خارج المملكة؟ ليست لديّ استثمارات في الخارج. انجازات جمعية البر * ننتقل إلى جمعية البر الخيرية.. كيف ترى تجربتك فيها؟ أنا من الأعضاء المؤسسين. كنا خمسة أعضاء أسسنا جمعية البر بجدة، وكان هذا قبل 30 سنة. اجتمعنا مع مجموعة من الإخوان -جزاهم الله خيرًا- وقررنا القيام بعمل اجتماعي وخيري وفكرنا في تأسيس جمعية البر وتقدمنا بطلب والحمد لله حصلنا على التصديق، وكان أمير المنطقة في تلك الأيام المغفور له الأمير ماجد بن عبدالعزيز. كان النظام ينص على أن يبارك الأمير هذه الخطوة، وقد كان. وأصبح الرئيس الشرفي للجمعية. بدأنا بمقر تبرع به آل البترجي، وكان عبارة عن فيلا في الشرفية، وأعطونا إياها بدون مقابل. قرر الإخوة أن أكون رئيس مجلس الإدارة، وبهذا كنت أول رئيس لمجلس إدارة الجمعية واستمررت لمدة 13 سنة. لم تكن الجمعية تملك ولا ريالاً في البداية، والحمد لله وصلت التبرعات السنوية إلى أكثر من 30 مليونًا وخلال فترتنا تمكنا من بناء المقر الحالي للجمعية. من أهم الأشياء التي قمنا بعملها رعاية الأطفال الأيتام ومجهولي الأبوين. كانت الجمعية رائدة في هذا المجال والحمد لله كنا متميزين في هذا. العمل الخيري يحتاج أيضًا إلى تنظيم والحمد لله تمكنا من تنظيم الجمعية بالطريقة التي تمكنها من أداء واجبها. الإخوة في مجلس الإدارة أسهموا مشكورين وكلهم من المتميزين ومنهم الأستاذ حمد باحارث ومازن باحارث والمهندس عبدالعزيز حنفي كان في أول مجلس إدارة. كانت هناك مجموعة متميزة. إجراءات منضبطة * لكن قبل 15 سنة سمعنا عن حدوث بعض المشكلات في الجمعيات الخيرية، وأن الأموال تهدر وتصرف في مجالات غير المحددة لها؟ الإدارة التنفيذية كلها من المحترفين الذين يعملون برواتب وليسوا متطوعين. كان لدينا محاسب ومراجع قانوني ممتاز. بعد ذلك مخافة الله. كنا نعمل بأنفسنا ولم نكن نترك الأمر على الموظفين ونقوم بالحضور اليومي ونشرف على توزيع الإعانات. حتى تسير الجمعية بدون مشكلات ويقال عنها هذه الأقاويل لا بد أن تكون إدارتها محترفة، وأن تكون هناك رقابة محترفة من جهة الشؤون الاجتماعية، وتعيين المحاسب القانوني لا بد أن يكون من جهة إشرافية. رأسمال غائب * كيف كان رأسمال الجمعية واستثماراتها، هل كانت مفتوحة أم كان العمل يتوقف على الإعانات والهبات؟ كنا نعتمد على الإعانات والهبات وهذا شيء أساسي... * ألم تفكروا في الاستثمار؟ فكرنا ولكن حتى تستثمر لا بد أن يكون لك رأسمال. بالفعل والحمد لله تمكّنا من إيجاد دخل طيب. لم نكن نصرف كل الدخل وما كنا نصرفه على تشغيل بيت الأطفال ونرفع جزءًا للاستثمار، واشترينا بالفائض الموقع الحالي، وكان سعر المتر 300 ريال ويساوي في الوقت الحالي أكثر من 3 آلاف ريال. بنينا المقر والمشروع ومجموعة من المعارض التي تحقق عائدات. من ساعدنا وأرى أنه من الواجب أن يعرف الناس ما قدمه المهندس صبحي بترجي الذي تبرع بمبلغ من المال لم يسلمنا إياه، ولكنه قام بتشغيله وكان يعطينا من فوائده. هذه كانت إحدى الأفكار التي ساعدتنا كثيرًا. بترجي وضع مبلغًا طيبًا وكانت أرباحه كثيرة وتأتينا بانتظام. هذه من الأفكار الجيدة في الأوقاف وهي صدقة جارية. إذا استطعنا أن يوقف البعض مشاريع استثمارية لصالح الجمعيات فإنها تدر أرباحًا طيبة. زحمة جدة * هناك اتهامات تواجه رجال الأعمال في جدة مفادها أنهم هربوا منها وصاروا يستثمرون خارجها، كيف ترى هذه الاتهامات؟ أنا أرى عكس ما تقول. جدة تشهد مشاريع كثيرة بصورة ملحوظة سواء عمائر أو مشاريع. جدة مزدحمة كثيرًا في هذه الأيام، وهذا دليل على وجود مشاريع بها، قد يكون سبب ما تقول هو الإصلاحات التي نشاهدها في الشوارع والجسور والأنفاق التي يجري إنشاؤها قد سببت مضايقات في الشوارع. --------------- أحمد عمر مسعود.. الاتحادي الأكثر إنجازًا وُلد رئيس نادي الاتحاد الأسبق أحمد عمر مسعود بمدينة جدة في العام 1360ه، وأكمل مراحل تعليمه بها، ثم حصل على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال من أمريكا. بدأ حياته العملية في شركة بترومين في الرياض ثم انتقل إلى مدينة جدة ليعمل مديرًا لمكتب وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور أحمد زكي يماني. وبعد تقاعده تفرغ للأعمال الحرة وشغل وظيفة العضو المنتدب لشركة التلال، وعضو مجلس إدارة مؤسسة الراجحي المصرفية للاستثمار. له نشاطات خيرية واجتماعية حيث ترأس مجلس ادارة جمعية البر الخيرية بجدة. ولعل المجال الرياضي أحد أبرز المجلات التي أطل منها مسعود، حيث لم يكن ظهوره مع نادي الاتحاد مقصورًا على الرئاسة فحسب؛ بل كان المسعود أحد لاعبي فريق كرة القدم الاتحادي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الهجرية، لتجيء رئاسته للاتحاد على فترتين، حقق فيهما العديد من الإنجازات، فقد حقق فريق كرة القدم الأول خلال فترتي رئاسة المسعود تسعة بطولات رسمية تشكل أكثر من ثلث بطولات فريق كرة القدم الاتحادي عبر تاريخه. كما تميزت فترته بعدد من الأولويات والأحداث من أهمها حصول الاتحاد على البطولة الخليجية عام 1999والبطولة الآسيوية في العام نفسه، وكأس السوبر السعودي المصري عام 2001 م. وغيرها من الإنجازات الأخرى التي تحققت في فترة رئاسته.