يقولون إن المريض الفعلي هو قريب المريض أو ولي أمره، ويصبح مرضك أكثر ألما عندما يكون مريضك نفسيا أو معوقا، فرغم أن ميزانية وزارة الصحة أو الشؤون الاجتماعية إلا أن خدماتهما لا تكاد تذكر قياسا عما يحدث في دول أخرى لا تملك ربع الميزانية التي تملكهما هاتان الوزارتان، ليس هناك حظ أسوأ من حظ المواطن الذي يتولى أمر مريض عندما يجبره الحظ أن يراجع هاتين الوزارتين في أوراق مريضه، سيدوخ «السبع دوخات» قبل أن يعرف ما له وما عليه حتى لو كان الوقت مهما وعاملا أساسيا في شفاء مريضه أو تدهور حالته، لا سمح الله، وهذا ما حدث لولي أمر ثلاثة معوقين دخل في متاهات لا حد لها مع وزارة الشؤون الاجتماعية من أجل منحهم سيارة خاصة بالمعوقين تمكنهم من التنقل دون صعوبة، ولكن الوزارة حسمت الأمر بالرفض القاطع بحجة أن راتب المواطن يزيد عن الحد المسموح بمائتي ريال فقط، مما حرم أبناءه المساكين من فرحتهم وفرصتهم في إكمال حياتهم في مجتمع كل يوم يمر يزداد صعوبة وانغلاقا في وجوه المعوقين، تمر في جميع المدن السعودية فتشعر بأنها مدن لا يوجد بها معوقون أبدا، لا شيء مخصصا لهم أبدا، غير بعض مواقف سيارات يحتلها الأصحاء دون وازع ضمير ولا يحاسبهم أحد، متجاهلين عمدا الإشارة التي تشير إلى أن هذا الموقف مخصص للمعوقين، غير ذلك جميع الأماكن تدير ظهرها لهم، جميع الجهات والأماكن تجبر المعوق بالاستعانة بالآخرين وتحرمه من الاعتماد على نفسه، حتى أغلب المستشفيات والمستوصفات لا يستطيع المعوق دخولها دون مساعدة ولي أمره، منح المعوقين فرصة الاندماج بالمجتمع والاستفادة منهم كشريحة فاعلة في المجتمع لا يوجد عندنا بشكل يعبر عنا كمجتمع مسلم، ويكاد يكون تضامننا معهم ينحسر في الدعاية والشعارات بعيدا عن الواقع، منح بعض المعوقين سيارة أو تجهيز بعض سيارات الأجرة الخاصة بهم حق من حقوقهم لا منة فيه، وللأسف أن صوتهم بدأ يشوبه الخفوت حتى في وسائل الإعلام وهذا لا يليق بنا. [email protected]