في قرى حدودية هناك أناس يستحقون جائزة نوبل للصبر، والكفاح، ومكابدة الحياة وصعوباتها بنفس طيبة تستغرب معها قدرة هؤلاء على احتفاظهم بابتسامتهم وبساطتهم ونظرتهم للحياة بتفاؤل نادر، بدون مبالغة هناك سكان قرى حدودية يواجهون معوقات في أبسط أمور حياتهم اليومية، إن احتاجوا تطعيم طفل قد يجدون أنفسهم بحاجة لمكابدة سفر، ناهيك لو أصيب أحدهم بمرض يحتاج إلى أحد مستشفيات المدن الرئيسية، تفاصيل ومعوقات تعتبر مرضا أشد من المرض الذي يريدون علاجه، لا يختلف اثنان على رداءة البنية التحتية في الكثير من المدن الحدودية فما بالك بقراها، بالكاد توجد بنية تحتية لا تتجاوز طريقا بريئا كأنه أنشئ لتحقيق أكبر عدد من الحوادث من رداءته وسوء تنفيذه، حتى الكثير من موظفي الحكومة يتعاملون معهم بنوع من اللا مبالاة مستغلين بساطتهم وتقبلهم لتعنت بعض الموظفين بنفس طيبة حتى لا تتعقد مصالحهم أكثر، إليكم حادثة تدل على ما أقول، حادثة تتكرر بشكل يومي وبأشكال مختلفة في قرى حدودية يتقبلها الأهالي ببساطة مهما بدت كالجبل، تخيلوا أن فرع إحدى الجامعات قام بمنح شيكات للطالبات لا يمكن صرفها في المحافظة نفسها لأنه لا يوجد فرع لهذا البنك، وإن أراد ولي أمر الطالبة صرف الشيك عليه أن يسافر لأقرب فرع يبعد عن المحافظة مسافة 260 كلم، أهذا يعقل بالله عليكم، يسافر الأهالي كل نهاية شهر وهم الذين يشكل لهم السفر مشكلة بحجم الجبل بينما هو للآخرين بسيطة، مديرو الجامعات في تلك المناطق أو لنقل بعضهم إحقاقا للحق بحاجة ماسة إلى من يشرح لهم معاناة هؤلاء الناس مع الحياة وليسوا بحاجة لتعقيد حياتهم أو تصعيبها أكثر مما هي صعبة بإجراءات تعسفية لا تمت للإنسانية بصلة قبل علاقتها بالقانون، ألا تعرف جامعة تبوك أن فرعها في تيماء لا يوجد به فرع للبنك الذي عقدوا معه اتفاقية الرواتب، إن كانت تعرف فتلك مصيبة وإن كانت لا تعرف فالمصيبة أعظم، ضعوا أنفسكم مكان ولي أمر إحدى الطالبات حتى تتخيلوا حجم المشكلة، لازلنا نعاني من نوعية مسؤول كأنه لم يكن يوما من الأيام مواطنا! [email protected]