بعض مسؤولي الصحة يملكون قدرة عجيبة غريبة من بين جميع مسؤولي الوزارات الخدمية الأخرى في إدخال الصحفيين من «كُم» وإخراجهم من «الكُم» الآخر!، منذ سنوات ونحن كل يوم «ندق رأسنا في الجدار» بسبب نظام العقوبات الطبية ولا حياة لمن تنادي، كل يوم ونحن نكتب ونشجب ونستنكر ما يحدث من أخطاء طبية ولكن لا فائدة. وزير الصحة يعد من رجالات الإصلاح الذين يخافون الله – ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- فهو من الرجال الذين اختارهم ملك الإصلاح بنفسه لمعرفته الشخصية بمدى نزاهته، ولذلك فمن غير المعقول أنه لا يقرأ الصحف ولا يطلع على ما يحدث من الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بعض المنتسبين لوزارة الصحة، وآخرها وفاة ثلاثة معاقين في مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة خلال أربعة أيام متتالية، ولذلك فإننا ننتظر منه كثيرا. وأعان الله أولياء أمور هؤلاء المعاقين الذين «سيدوخون السبع دوخات» في سبيل معرفة من تسبب في وفاة أبنائهم. بعض المسؤولين في وزارة الصحة أصبحوا يمتلكون خبرة في تبادل الاتهامات مع الآخرين أكثر من خبرتهم في المجال الصحي، واهتموا في مواجهة القضايا إعلاميا أكثر من اهتمامهم بالقضاء على ظاهرة الأخطاء الطبية، أتمنى من أحد المخلصين أن يمنح وزارة الصحة إحصائية عن عدد المواطنين السعوديين الذين يذهبون لدولة الأردن لغرض العلاج، حتى يشعروا بمعاناتنا ويرحموا رؤوسنا من «دق الجدار»!