حذر مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ، عبر خطبة الجمعة أمس الأول، من التستر على المجرمين أو إيوائهم أو كل من يحاول الإخلال بالأمن أو ينظم الاغتيالات، موضحا أن التستر لا يجوز، بل هو خيانة وإعانة لأعداء الإسلام، مطالبا بإبلاغ الجهات المختصة عن هؤلاء لدرء أخطارهم، ومنع وقوع الجرائم. ورأى شرعيون أن المسلم ينبغي أن يكون أداة خير، وأن لا يعين أعداء الأمة، قائلين «الصمت عن هذه الفئات إضرار بالآخرين، وذنب عظيم، بل يعد عند الأمم السابقة من الكبائر»، مشيرين إلى أن المتستر إنما هو مشارك فعلي في هذا الجرم. إلى ذلك، لفت عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق إلى عدم جواز التستر على المتسبب في الإخلال بالأمن أو المشيع للفاحشة، قائلا «حتى التستر على مخالفي أنظمة الإقامة ممن يتسببون في ترويج الخمور أو إشاعة الفاحشة لا يجوز»، مطالبا بضرورة التكاتف لإرساء الأمن والتعاون مع الجهات المختصة، ومبينا أن المجرمين يعملون في الظلام، وبالتالي يجب الكشف عن مخابئهم، وزاد «معاونتهم خيانة وإعانة لأعداء الإسلام»، وطالب بإبلاغ الجهات المختصة عنهم لئلا يتسببوا في الإضرار بالناس، مشددا على أن التستر على المجرمين المهددين للأمن جرم وذنب عظيم. أصحاب الكبائر في سياق متصل، بين المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية لدول الخليج والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان أن «المتسترين على المخلين بالأمن إنما هم مشاركون في الجرم، كما ذكر علماء أصول الشريعة وقواعد الضرورات، كونهم يوقظون فتنة نائمة، وبالتالي يعد المتستر ممن شارك فعليا»، مضيفا «الأمم السابقة جعلت من يؤوي محدثا من أصحاب الكبائر». ولفت إلى أن الجرم مضاعف إن كان المتستر عنه يخل بالأمن، ونادى عموم المسلمين إلى الوقوف يدا واحدة أمام من يحاول الإخلال بالشريعة أو الأمن. شريك له من جهته، رأى عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور هاني فقيه أن المتستر على المجرم يعد شريكا له في ذنبه وإثمه، قائلا «ينبغي للمؤمن أن يكون أداة خير لا شر»، لافتا إلى أن الفقهاء بينوا أن المنفذ للجريمة أو المعين عليها كلاهما آثم. وأشار إلى أنه ومن النصح للأمة وحب الخير للناس ألا يكون الإنسان أداة شر وفساد، وقال «ليعلم كل متستر على المجرمين أن ذنبه عظيم». التكاتف معا من جانبه، أوضح الداعية سعد عامر أن الصمت وعدم الإبلاغ عن المجرمين جريمة، قائلا «يأثم المتستر على غيره حتى وإن لم يقترف الإثم»، ونوه بضرورة الوقوف يدا واحدة أمام المجرمين، وأن يعلم الجميع أن الإبلاغ على المجرم المفسد واجب ومصلحة عامة، مضيفا أن «الإسلام دين السلام، والتستر في هذه المواطن لا يحقق مغزى التسامح، بل يساعد على القتل وانتشار الجرم».