ضاقت سورية على الرئيس بشار الأسد، بعد أن عمت الحرب معظم أنحاء البلاد، لتصل أمس قذائف الثوار (المورترز) إلى قصر الأسد، دون أن تحقق أهدافا ملموسة، وهي المرة الأولى التي تصل فيها المواجهات بين الثوار وقوات النظام إلى محيط القصر الرئاسي. وقال سكان في دمشق إن قذائف من عيار ثقيل كانت تستهدف على ما يبدو القصر لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني القريب الذي تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية. فيما قالت وحدة تابعة للثوار إنها استهدفت القصر الرئاسي لكنها أخطأته، ولم يتسن التحقق مما إذا كان الأسد موجودا هناك في ذلك الوقت. وأظهر تسجيل مصور لها وبث في مواقع التواصل الاجتماعي من يزعم أنهم أعضاء من كتيبة حوران التابعة لكتائب ما يسمى «أسود الإسلام» وهم يطلقون النار على القصر والدخان يرتفع قرب الهدف نتيجة القصف. من جهة ثانية، تجري تركيا مع حلف شمال الأطلسي مناقشات حول احتمال نشر بطاريات صواريخ باتريوت (أرض جو) المضادة للصواريخ على أراضيها، في إطار تفاقم النزاع لدى جارها السوري، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية. وقال المتحدث سلجوق أونال إن «هذه المسألة (صواريخ باتريوت) مدرجة أيضا في جدول الأعمال في إطار المداولات والاستعدادات والتخطيط الطارىء حول أمن تركيا ومناطق الحلف الأطلسي». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس أنه أوعز إلى مسؤولين في وزارته بإجراء اتصالات مباشرة مع ممثلي الثوار والمقاتلين ضد النظام. وقال هيغ في بيان مكتوب لمجلس العموم (البرلمان) البريطاني، إنه أوعز إلى مسؤولين في وزارته بإجراء اتصالات مباشرة مع ممثلي جماعات المعارضة المسلحة في سورية، معتبرا أن هذا التحرك «سيساعدنا على فهم أفضل للوضع في سورية والعلاقة بين جماعات المعارضة السياسية والمسلحة، حتى نتمكن من دعم الانتقال السياسي بشكل صحيح». وأضاف أن جميع الاتصالات مع المعارضة المسلحة «ستتم خارج سورية وضمن بيئة نراها آمنة فقط». في سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في سورية بلغ أكثر من 37 ألف شخص، منذ بداية الاحتجاجات. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «26 ألفا و596 مدنيا وتسعة آلاف و445 جنديا نظاميا، و1331 منشقا» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس ( آذار ) 2011.. ويحصي المرصد بين المدنيين، المقاتلين من غير العسكريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.