تحاول الولاياتالشرقية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وخاصة ولايتي نيويورك ونيوجيرسي التعافي من الأضرار الهائلة التي خلفها إعصار ساندي في الأسبوع الماضي الذي يعتبر أكبر إعصار في تاريخ تلك المنطقة بعد أن تجاوز عدد قتلاه 110 أشخاص في أمريكا و65 شخصا في دول البحر الكاريبي المجاورة وتجاوزت خسائره 50 بليون دولار في الولاياتالمتحدة وعدة بلايين في الدول الأخرى. المشهد الذي خلفه الإعصار في مدينة نيويورك بعد أن غمر أنفاق القاطرات وتسبب في انقطاع الكهرباء عن ملايين السكان يذكر بمشهد من فيلم «حقيقة مزعجة» (Inconvenient Truth) الذي أخرجه نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور والذي يتخيل فيه اجتياح المياه لمدينة نيويورك بسبب ارتفاع منسوب الماء في المحيطات والبحار الناتج من ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي الذي ينتج بدوره من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بسبب ازدياد نسبة الغازات المنبعثة من إحراق الوقود، خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، في الجو. الفرق بين الفيلم والواقع هو أن الماء جاء هذه المرة من إعصار ساندي وليس من المحيط، على الرغم من أن مياه المحيط قد ارتفعت فعلا خلال السنوات الماضية بمقدار قدم تقريبا بسبب الاحتباس الحراري مما يهدد جميع المدن الساحلية خاصة عند حدوث الأعاصير. احتدم النقاش حول سؤال قد تحدد إجابته مستقبل البشرية كلها: هل ازدادت حدة إعصار ساندي بسبب ازدياد درجة حرارة الأرض (الاحتباس الحراري) وهل سيمثل ازدياد حدة الأعاصير ظاهرة عامة تطال كل أرجاء الكون؟ الغالبية العظمى من علماء المناخ تؤكد حقيقة حدوث التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجة فهرنهايت واحدة حاليا وذوبان الجليد على نطاق واسع وفق صور الأقمار الصناعية والصور الجوية والقياسات المختلفة. أغلب هؤلاء العلماء أيضا يرون أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بحدة الأعاصير عبر عاملين آخرين وهما زيادة حرارة المحيطات التي تزيد من قوة حركة الأعاصير وزيادة نسبة تشبع الهواء بالرطوبة مع ارتفاع درجة حرارته مما يساهم في زيادة كمية الأمطار المترسبة. صحيح أن الأعاصير ليست شيئا جديدا على البشرية، ولكن ازدياد حدتها بشكل غير مسبوق على مدى التاريخ المذكور، كما حصل مع إعصار ساندي وأعاصير أخرى سبقته مثل إعصار كاترينا قبل بضعة سنوات يشكل ظاهرة جديدة يجب الانتباه إليها. إعصار ساندي أيقظ مخاوف عامة الناس، خاصة في المناطق المتضررة، إلى حقيقة الأخطار المحتملة للتغيرات المناخية وإمكانية تأثيرها على حياتهم بصورة كبيرة ومباشرة. الكثير من المشككين صاروا أكثر إصغاء إلى استنتاجات علماء المناخ حول أثر تلوث الغلاف الجوي بغاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى. السؤال المتبقي هو كم من الكوارث مثل ساندي يجب أن تحدث قبل أن تترجم البشرية تلك الاستنتاجات العلمية إلى اتفاقيات وأنظمة يتحقق بموجبها خفض التلوث المناخي الناتج من حرق الوقود الأحفوري وزيادة استخدام الطاقة النظيفة إلى الدرجة اللازمة للحفاظ على بيئة الأرض ومناخها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة