حادثة انفجار ناقلة الغاز شرق الرياض وقعت فوق جسر على طريق خارجي وخلفت 22 ضحية وأكثر من مائة مصاب، فماذا لو كان الحادث لا سمح الله في طريق سكن وتجاري داخل المدينة؟!. هل نحتاج دائما لمآس مروعة وندفع ثمنا باهظا في الأرواح والممتلكات، حتى نكتشف الخلل القائم والأخطار الكامنة والأخطاء القاتلة، ونلوك الحديث عن الأسباب ثم نتساءل (من المسؤول؟)، لذا يبدو أننا لا نتعلم «بلاش» ولا نعرف حكمة «الوقاية خير من العلاج» في الوقت الذي تجوب فيه مئات الصهاريج الطرق والشوارع يوميا. في الحادثة الأخيرة ، وقع الخطأ من السائق حسب التقارير والشواهد ، لكن هذا ليس كل شيء ، فالخطأ قد يتكرر من سائق آخر ، أو يقع من الغير تجاه صهريج غاز أو وقود على الطريق ، وبالتالي النتيجة واحدة إذا لم تطبق تنظيمات دقيقة ومشددة وضوابط مرورية تحقق سلامة وأمانا أكثر ، وكنا نتمنى أن تبادر الشركة المالكة للغاز أو الناقلة بتوضيح حقائق مهمة ، لكنها خرجت علينا بتصريح (يبشر ) بصرف التأمين ، وكأن المال هو البلسم الشافي المنتظر والمبتغى وليس أرواحا أزهقت وخسائر عامة وخاصة بسبب خطأ. الأمر الآخر ( الفضيحة ) هو آلاف البشر الذين هرولوا صوب الانفجار منذ لحظة وقوعه ، وزاحموا رجال الإنقاذ من الدفاع المدني والإسعاف وعرقلوا جهودهم رغم التحذيرات والنداءات التي لم تجد صدى ، دون أدنى وعي ولا عقل بحجم الخطر ، ولا تعاون بإفساح المجال لرجال وآليات الإنقاذ ، ولنتصور مع وجود آلاف المتطفلين كم يكون حجم الكارثة لو صادف في الموقع نفسه وجود محطة بنزين أو مستودع اسطوانات غاز !. وبينما كانت جهود الإطفاء والإنقاذ ونقل جثث الضحايا مستمرة ، يصعد عشرات الشباب والمراهقين فوق أنقاض معلقة لمبنى منهار في الانفجار ، ليبحثوا عن غنائم من مخلفات الشركة وموظفيها ، ولولا لطف الله لدفنوا تحت الركام . وهذا هو الفارق بين حوادث وكوارث مروعة تحدث في العالم بخسائر قليلة ، وعندنا حوادث أقل وخسائرها أكبر.. بصراحة تحقق لبلادنا ولنا الكثير ولله الحمد، لكن لايزال ينقصنا الكثير من الضوابط والمتابعة والمسؤولية والمحاسبة والوعي السلوكي. فهل هناك فوضى أكثر من ذلك؟ .. رحم الله الضحايا.