تعقد اليوم انتخابات الرئاسة الأمريكية، ويشكل اللوبي اليهودي في أمريكا كلمة السر بالنسبة للحراك السياسي الأمريكي، ويعد هذا اللوبي قوة حاسمة في تحديد هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية. فيما السؤال المطروح: أين هو الدور الذي يمكن للأمريكيين العرب أن يلعبوه في السياسة الأمريكية؟ خاصة وأن عددهم كبير لكن تأثيرهم ضعيف للغاية، ولعل في السباق الرئاسي بين أوباما ورومني أكبر دليل، لكن السؤال يبقى إلى متى؟. تحليل دور اليهود في الانتخابات الأمريكية يملك اللوبي الصهيوني اليهودي دورا أساسيا في توجيه معركة رئاسة الجمهورية، وهو عادة ما يقوم بمثل هذا الدور ويضع المرشح الذي يؤيده ضمن شروط تاريخية أصبحت معروفة، وهي دعم إسرائيل بشكل مطلق. و هذا التأثير لا يزال مستمرا حتى الآن، وللأسف فإن العرب الأمريكيين لم يتمكنوا حتى الآن من إنشاء لوبي يواجه اللوبي الإسرائيلي الموجود في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبما أن اليهود نظريا وتاريخيا هم من يملكون الأموال وهم من يتحكمون بالعجلة الاقتصادية، وبما أن الانتخابات الأميريكية عمادها الأساسي القاعدة المالية، ولا يخفى علينا أن المعارك الانتخابية الأمريكية تكلف لكلا المنافسين ملايين إن لم نقل مليارات الدولارات، والجميع يعرف منذ القدم أن من يملك المال ومن يتحكم بالاقتصاد هو اللوبي الصهيوني، وبما أن اليهود هم من يملكون المال، فبالتالي هم أيضا من يتحكمون بسلطة الإعلام والإعلان، وهذة المسألة ليست جديدة عن المعرفة، لذلك فإن تأثيرهم كبير على الانتخابات الأمريكية، وهذا واقع معروف وفي غنى عن التفسير والتحليل. أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو لماذا يغيب حضور الأمريكيين العرب والأمة العربية في المجمل عن ساحة معركة الانتخابات الأمريكية؟ ولماذا لا يشكلون لوبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ خصوصا أن عدد العرب الأمريكيين القاطنين في أمريكا أصبح يشكل نسبة لا بأس بها في كل ولاياتها، وبالتالي يجب على كافة الدول العربية أن تعي الضرورة والحاجة في أن تبدأ بتشكيل لوبي عربي يساهم بطريقة مباشرة في توجهات المعارك الانتخابية كما يفعل اللوبي الإسرائيلي الذي وجد هذه الغاية وهو يقوم بهذا الدور على أكمل وجه من الاحترافية. كذلك، فاذا سألنا أنفسنا كعرب ما هو المطلوب اليوم للعب دور أساسي وجوهري على الساحة الدولية؟ فالجواب يعيد تكرار نفسه، بأنه على الأمة العربية أن تسعى وتعمل بجدية لتأسيس لوبي يشابه في القوة والفاعلية اللوبي الإسرائيلي. وقد حان الوقت أن يلعب العرب دورا أساسيا ومشابها إلى حد ما للوبي الصهيوني، في توجيه الانتخابات الأميركية بما يتوافق مع مصالح العرب والعالم الإسلامي.