على الرغم من انقضاء (عادات السمي أو السموة) منذ أعوام عدة، إلا أن هناك من يحتفظ بتفاصيل تلك العادة التي انتشرت في رجال ألمع، بل تجد العديد منهم يتغنى بتلك الذكريات الجميلة في المجالس خاصة بحضور كبار السن الذين يسردون تفاصيل تلك العادة التي كانت تسمى في ذلك الوقت بالسموة أو السمي، ويروي الثمانيني (طرشي بن محمد الصغير) تفاصيل السموة أو السمي، فيقول: إذا رزق الله أحدا ما بمولود ذكر فإنه يختار لولده اسم شخص ذي مكانة اجتماعية عالية في قومه أومن قبيلة لها مكانة يكون في اعتقاده أنها تنتصر له إذا جارت الدنيا على السمي من ظلم أو جور يلحق به، وبعد إبلاغه بمقصده يعطيه (سر السموة) وهي تدل على سبب التسمية، فإذا أهداه كسوة (بشت) مثلا أو ما عادله في تاريخها، فهذا يدل على المحبة وأنها من باب التقدير والمحبة ليس إلا، وإن كان (أي نوع من أنواع السلاح) فهذا يدل على أنه يرغب منه عزوة عند الحاجة إذا احتاجه سميه، وهنا يقبل السمي السموة ويتم تحديد موعد للسمي للحضور إلى سميه في وفد من قبيلته يدل على مكانته وعلى عظمة قبيلته وتكون القبيلة الثانية في استقبالهم، ويقوم السمي بإجزال الهدايا والعطايا للسمي وذويه، وبهذا تعرف القبيلة التي يقطنها السمي والتي سوف يعيش فيها أن هذا الشخص له سمي ذو مكانة وقوة وأنه يستنجد به عند الحاجة ويتوجب على أهل المولود وقبيلته أن يقوم والد السمي بإبلاغ قبيلته بأنه قام بتسمية ولده على (فلان) وأنهم سوف يحضرون عنده في اليوم المحدد، هذا ويكون في استقبالهم هو وقبيلته، وفي العادة يصحبهم شعار ومزلفون وحمل سلاح وضرب وعادة ما يفدون بعد صلاة الظهر ويتفرقونهم الجماعة ويقدمون لهم البر والسمن والتمر بكميات كبيرة فيها من السخاء ما الله به عليم تدل على الكرم، ويقوم والد السمي بإعداد وجبة العشاء بما يستحقونه من الذبائح واليوم الثاني يتفرقونهم القبيلة لمدة يومين كاملين. وبعدها بفترة يقوم السمي بدعوة سميه وقبيلته ويقدم لهم الفطور والغداء والعشاء، مضيفا أن هناك بعض القبائل في رجال ألمع تحتفل بالسمي وسط فرحة كبيرة ومشاركة من كافة القبائل؛ فضلا عن مشاركة الموروث الشعبي من قبل بعض الفرق الشعبية التي تشارك القبيلة فرحة (السمي) ويمتد الحفل إلى ساعة متأخرة من منتصف الليل، لافتا إلى أن بعض الأباء برجال ألمع يقوم بتسمية ابنه على والده أو خاله أو عمه بحضور جمع من أقاربه وتقتصر المناسبة في منزل السمي دون تكليف لأي أحد من أقاربه، وتقدم بعض الهدايا البسيطة من الخناجر أو السيوف أو البشوت مع مبالغ مالية تقدم للسمي.