شهد الحرم المكي الشريف أمس، كثافة وزحاما شديدا من الحجاج الذين توافدوا إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع بعد رمي الجمرات الثلاث وسط استعدادات وتجهيزات من رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بتنظيم حركة التفويج ومنع التدافع، حيث امتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية والمقدرة بأكثر من 70 ألف حاج في الساعة، مما استدعى تحويل الفائض إلى الدور الأول من الحرم المكي بسلاسة، رغم الكثافة الكبيرة بفضل جهود وخطط الجهات المعنية. وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة آلاف موظف تم توزيعهم على جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، وتوزيع الكتيبات والمطويات التوعوية بالعديد من اللغات، علاوة على تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه والرد على أسئلة واستفسارات وفود الرحمن ومراقبة عملية الطواف والسعي وتخصيص العديد من العربات للسعي بالمجان وعربات خاصة بذوي الحاجات الخاصة، فيما جندت قوة أمن الحرم جميع طاقاتها لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته، وذلك وفق الخطة التي أعدتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم. من جهتها، نشرت إدارة الدفاع المدني أكثر من ألف مسعف في 30 نقطة في صحن المطاف، المسعى والمداخل الرئيسية للمسجد الحرام لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات الطارئة التي قد تحدث لبعض الحجاج كالإجهاد مثلا، إضافة إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المسجد الحرام والمجهزة بكل ما تحتاج إليه من كوادر طبية ومستلزمات طبية.