انتهت الرحلة المباركة وبدأ ضيوف الرحمن في المغادرة إلى أوطانهم بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج هذا العام وسط خدمات متكاملة واهتمام وعناية لا حدود لهما من القيادة الرشيدة. «عكاظ» كانت هناك في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار، حيث تتضافر جهود الأجهزة المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في رحلة العودة، بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك المشرف العام على أعمال الحج والعمرة. وقد تحدث ل «عكاظ» عدد من الحجاج المغادرين مشيدين بما وجدوه من خدمات ميسرة منذ أن وطئت أقدامهم هذه الأرض الطيبة، وخلال تواجدهم في المشاعر المقدسة وتنقلاتهم بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وانتهاء بوجودهم هنا في مدينة الحجاج بحالة عمار، مؤكدين أنهم سينقلون كل هذه الصور الجميلة لذويهم في أوطانهم، وسيكونون خير سفراء لمهبط الحي وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. الحاج الفلسطيني إبراهيم بلبيس (74 عاما) قال: أحمد الله أن مكنني من أداء مناسك حج هذا العام، وأنا سعيد بذلك خاصة أنها الحجة الأولى لي، فقد شرف الله أهل هذا البلد بخدمة ضيوفه الحجاج، فكانوا على قدر كبير من المسؤولية. كما التقينا الحاجة جولناره من أذربيجان (40 عاما) وكانت في غاية السعادة بأداء مناسك الحج، وهي تقول: أصعب فريضة في حياة الإنسان هي الحج، والإنسان من أجل أن يحظى بها يحتاج إلى سنوات، ولكن في المشاعر المقدسة غمرتنا سعادة كبيرة، فحكام هذه الأرض المباركة لم يتركوا شاردة ولا واردة تيسر أداء المناسك إلا وقدموها لضيوف الرحمن جميعا دون تمييز بين حاج وآخر. شتان ما بين الأمس واليوم بدورها قالت الحاجة مريم الرحابنة من الأردن هذه الحجة الثانية، حيث سبق أن أديت الفريضة قبل 20 عاما. وعن شعورها بعد أن يسر الله لها الأمر للمرة الثانية، قالت: «شتان ما بين الحجتين، فبالرغم من الزحام وتطور أمور كثيرة أصبح الحج أكثر تنظيما من ذي قبل وهذا ما لمسته في حج هذا العام». نور الله في المشاعر الحاج الضرير عاهد عبدالرحمن من فلسطين (46 عاما) التقيناه ومعه زوجته ختام أبو حمدي، حيث قال: «رغم العمى الذي أنا فيه إلا أنني أسير بنور الله في المشاعر المقدسة وكأني أتحسسها وأشعر بعظمة المكان، وأنا أحمد الله أن مكنني هذا العام من الحج إلى بيته الحرام، إنه شعور لا يوصف». أغلى هدية وينتقل الحديث إلى الحاجة ماريا سولوفيتش من روسيا (50 عاما) قائلة «لا يمكن أن تتصور مدى سعادتي وأنا أتسلم أغلى هدية من خادم الحرمين الشريفين (المصحف الشريف)، إنها هدية غالية لن أفرط فيها حتى الموت». خدمات تفوق الوصف الحاجة نعيمة من فلسطين (75 عاما) أدت الفريضة برفقة ابنها محمد زبن والذي عبر عن سعادته بأن من الله عليه وعلى والدته بالحج هذا العام، وأكد أن الخدمات التي قدمت لحجاج بيت الله الحرام تفوق الوصف.