من العادات الجميلة في الأحساء التي لا تزال بين أفراد المجتمع في الأعياد بالذات قيام عدد من الأسر بفتح مجالسها لاستقبال المهنئين بالعيد السعيد من الأقارب والجيران والمعارف طوال أيام العيد. وعلى الرغم مما طرأ على الحياة الاجتماعية من المتغيرات لا يزال مجتمع الأحساء متمسكا بهذه العادة الأصيلة التي تفتقدها الكثير من المجتمعات في عصرنا الحاضر وهذه المجالس تستقبل المهنئين من الأقارب والأصدقاء والأعيان والوجهاء من جميع أرجاء المنطقة الشرقية منذ صباح اليوم الأول للعيد حتى اليوم الثالث. ومن أبرز المجالس «مجلس الموسى والبراك والصويغ والعفالق والمبارك والنعيم والملحم والجعفري والملا والعمير والبوسعد والمغلوث والحماد» وكان أهالي مدينة المبرز يزورون صباح ثالث أيام العيد مجالس مدينة الهفوف ويرد أهالي الهفوف هذه الزيارة عليهم عصر ذلك اليوم وكان حي الكوت العريق بمدينة الهفوف قديما أول من يستقبل المهنئين بالعيد وذلك بعد أن يقضي أهل هذا الحي واجباتهم نحو زيارة بعضهم البعض حيث يهيئون مجالسهم لاستقبال الوفود المهنئة ثاني أيام العيد من مختلف أحياء المدينة ثم يقوم أهالي حي الكوت برد الزيارة متجهين إلى الصالحية ثم النعاثل ثم الرفعة حتى تجتاح الأفواج المهنئة قرى الأحساء مشيا على الأقدام وإن بعدت المسافة استعانوا بالمركبات البدائية التي تجرها الحمير وكانت مجالس المقتدرين تفتح طوال أيام العيد وتقدم فيها الثلاث وجبات للمهنئين بحلول العيد. أما الآن فقد قامت بعض الأسر الميسورة بإنشاء مجالس خاصة لكل أسرة في الأحياء الحديثة تأصيلا لتلك العادة الحميدة وحفاظا عليها من الاندثار وتقام فيها مناسبات الأفراح والأتراح وهي كثيرة بشكل ليس له نظير في أية منطقة من مناطق المملكة وآخذة في الازدياد وتستغل في الاجتماعات الأسرية والمناقشات البناءة وتناول الموضوعات المتعلقة بالأسرة وعقد الندوات الثقافية وغيرها من الأغراض التي تعود بالنفع والفائدة على الجميع. ويساهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الموسى مساهمة فاعلة في الترفيه عن أهالي الأحساء بمناسبة العيد وذلك بإقامة حفل كبير في مزرعته يحضره حشد من الأقارب والوجهاء والأعيان وتتخلله مأدبة عشاء فخمة.