خيم الحزن أمس على مشعر منى حيث ظهرت الخيام بلون شاحب وهي تودع الحجاج في آخر أيام التشريق، بعد أن تمكنوا من أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة دون أن يتعرضوا لأي مكروه وسط منظومة من الخدمات المتميزة والرائدة في خدمة حجاج بيت الله، في حين واصلت الجهات الأمنية والخدمية أعمالها لتسهيل مغادرة النسبة المتبقية من الحجاج غير المتعجلين (30 %)، الذين فضلوا البقاء حتى يوم الثالث عشر من ذي الحجة اقتداء بسنة رسول الأمة. وكشف وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون المشاريع والمشاعر المقدسة سهل الصبان ل «عكاظ» أن هناك لجانا من وزارة الحج بدأت العمل اعتبارا من اليوم للإشراف على إعادة تسليم الخيام لمشروع إسكان الحجاج تحت مظلة وزارة المالية، وحددت الوزارة لمؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل 10 أيام لتصحيح التلفيات ونظافة المواقع وتسليمها. إلى ذلك واصلت مؤسسات الطوافة خدمتها للحجاج في اليوم الأخير من فرائض مناسك الحج بعد أن ساهم تنسيق مؤسسات الطوافة مع بعثات الحج لإقناع الحجاج بعدم التعجل وفقا لتوجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، في تجاوب نسبة كبيرة من الحجاج بالبقاء في مشعر منى. وحرصت مؤسسات الطوافة على نقل الحجاج المتعجلين إلى مساكنهم وتأجيل طواف الوداع حتى ظهر يوم أمس، الأمر الذي أسهم في انسيابية الحركة داخل أروقة المسجد الحرام يومي الثاني عشر والثالث عشر بعد توزيع الكتل البشرية، فيما غادرت كافة شركات حجاج الداخل في يوم التعجل. ويعيش مشعر منى في موسم الحج من كل عام أياما لا تنسى ترتبط بذاكرة الحجاج ولا تفارقهم تلك الذكريات الجميلة التي قضوا ساعاتها في مدينة من الخيام ترتفع في جنباتها أصوات التكبير والتلبية، وتحتضن مختلف الأجناس والألوان واللغات، تجمعهم وحدة الإسلام، ويرجون الرحمة والغفران. يوم أمس رحل الحجاج عن مشعر منى ولم يبق فيها سوى حجاج جنوب شرق آسيا الذين يربو عددهم على 140 ألف حاج، إضافة إلى بعض الجنسيات الأخرى التي حرصت على البقاء للتزود بالحسنات في رحلة قد لا تتكرر للكثيرين منهم. غادر ضيوف الرحمن وخلفوا وراءهم أكواما من الأمتعة والحاجيات الخاصة، ومنها تلك التي أهملها البعض أمام صرامة إدارة الحشود البشرية التابعة للأمن العام في تطبيق الأنظمة خلال موسم الحج بغية حمايتهم من تعريض أنفسهم والآخرين لأي مكروه خلال رمي الجمرات. وأكد وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون المشاريع والمشاعر المقدسة أن نجاح موسم الحج تم بفضل الله ثم توجيهات ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية، فضلا عن جهود العاملين الميدانيين، حيث تضافرت جهود الجميع من خلال تنسيق الخطط بين وزارات (الحج، الصحة، والشؤون البلدية والقروية) والأمن العام، وباقي الجهات ذات العلاقة والتي عملت تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والمتابعة الدؤوبة من وزير الحج الدكتور بندر بن حمزة الحجار. ونوه الصبان بنجاح خطط النقل الترددي في مراحل التصعيد للمسجد الحرام ومساكن الحجاج يوم التروية، ومن مشعر منى إلى عرفات فجر يوم التاسع، والنفرة من مشعر عرفات إلى مزدلفة ثم إلى منى يوم العاشر، حيث حقق أرقاما قياسية، مضيفا كان هناك التزام واضح من الحجاج النظاميين بجداول التفويج إلى منشأة الجمرات، وبذلت مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل جهودا كبيرة ومتميزة في خدمة الحجاج، وبحمد الله نجحت النفرة الأولى من منى يوم الثاني عشر من ذي الحجة، وكانت حركة النقل انسيابية رغم وجود زحام في منطقة المسجد الحرام، حيث تم فتح منافذ جديدة لفك الاختناق، وكان لإدارة المرور دور في تسيير حركة السير طيلة موسم الحج. وأشار وكيل وزارة الحج لشؤون المشاريع أن جميع الحجاج الذي بقوا في مشعر منى يوم الثالث من أيام التشريق رموا الجمرات الثلاث، وغادروا لأداء طواف الإفاضة والوداع بالبيت الحرام، ومن ثم بدأت قوافل الحجيج المغادرة في التحرك صوب المنافذ الجوية والبحرية والبرية.