تستقبل المملكة في كل عام ملايين الحجاج القادمين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله سبحانه وتعالي في أيام معدودات هي من أفضل الأيام عند المولى عز وجل. والمنافع الخاصة بموسم الحج عديدة منها المنافع الاقتصادية والاجتماعية والدينية والعلمية والثقافية، وأما الجانب الاقتصادي فيتمثل في حجم الحجاج القادمين للحج، والمبالغ التي يصرفها الحجاج، بالإضافة إلى حجاج الداخل حيث يشكلون حركة دورة اقتصادية جديرة بالدراسة والتأمل حيث إنها تشكل مصدرا من مصادر الدخل، وتنعكس إيجابا على جميع القطاعات الاقتصادية. ولا شكك أن الاستفادة الاقتصادية الكبيرة من هذا الموسم تتطلب القيام بالدراسة العلمية، والوقوف على مدى حجم العائد الاقتصادي من موسم الحج والمواسم السابقة. وماهي الخطط الاستراتيجية لتعظيم المنافع الاقتصادية من موسم الحج للسنوات المقبلة. والاقتصاد السعودي بحاجة كبيرة إلى مثل هذا النوع من الدراسات خاصة إذا أردنا تنويع مصادر الدخل. ويحتاج الأمر إلى أن نعتبر موسم الحج فرصة اقتصادية وليست تكلفة اقتصادية. ولاشك أن هذا الأمر يتطلب توفر المعلومات عن مواسم الحج السابقة، وموسم الحج هذا العام كما يتطلب الأمر إنشاء بنك للمعلومات عن الحج يساهم في تزويد الباحثين والخبراء والمختصين بالتطورات الحاصلة في مواسم الحج حتى يمكن للجهات المعنية القيام بالتخطيط طويل المدى للوصول إلى تحويل موسم الحج إلى فرص اقتصادية إيجابية، وليس عبئا على الاقتصاد الكلي. وهذا يساهم في تحسين الخدمات وتطويرها بحيث يعكس الجهود التي تبذلها الدولة في خدمة الحجاج في كل عام. وعلى سبيل المثال يمكن توفير صناعات لمنتجات محلية يتم تسويقها للحجاج والزوار، بحيث تشكل هذه الصناعات عوائد اقتصاديه بملايين الريالات كما يمكن توفير خدمات أخرى إضافية مساندة في مواسم الحج بحيث تشكل عائدا اقتصاديا مثل إنشاء شبكة حديثة من النقل الداخلي للمناطق الأثرية الكثيرة والمتعددة بحيث تتيح الفرصة للحجاج سهولة التنقل إلى المناطق الأثرية في مناطق الحرمين الشريفين. وفي ظل غياب مثل المعلومات الواقعية عن اقتصاديات الحج تعتبر الجهود المبذولة والتي ستبذل غير قادرة على التخطيط الاستراتيجي، والاستفادة من مواسم الحج. كما أن غياب هذه المعلومات يمكن أن يؤثر سلبا على جودة الخدمات التي تؤديها الجهات المعنية بشؤون الحج، ويؤثر سلبا على المستفيدين من الخدمة. فمثلا لا توجد لدينا إحصائية لقياس مدى رضا الحجاج عن مستوى الإسكان الذي يقدم لهم من المؤسسات المعنية بخدمات الحجاج. كما لا توجد معلومات عن مدى رضا الحاج لخدمات النقل بين المدن الرئيسية وداخل المدينة ونحو ذلك وغياب مثل هذه المعلومات الاقتصادية والتسويقية لأعمال الحج يمثل الأمر تحديا كبيرا أمام صناعة الحج. * رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق