ما فعتله السلطات العراقية بالحجاج الأتراك الذين عبروا العراق في طريقهم إلى الأراضي المقدسة بإعادتهم إلى الحدود أمر معيب ومشين ويكشف عن قبح وجه الطائفية السياسية عندما تتمدد لتدخل وتسمم شرايين «الأخوة الإسلامية» وتنشر ريح الحقد والبغضاء بين مؤمنين ينبغي أن توحد قلوبهم القبلة التي يتوجهون ويؤمون وجوههم نحوها خمس مرات في كل يوم. لا تدري ما الذي دهى مسلمي هذا الزمان؟!، فلا نكاد نترك فرصة لأعداء ديننا لينتهكوا أعراضنا يذبحون أطفالنا ويستحيون نساءنا ويهدمون ديارنا ويحرقون الحقول ويقطعون الأشجار، فقد كفيناهم جهد أن يفعلوا هذا بعد أن تولينا عنهم هذا، وبضراوة لا نحسد عليها. تستطيع أن تتفهم الخلافات السياسية بين الدول، ولكنك بالقدر نفسه تستطيع أن تحسب مدى ما يمكن أن تصل إليه العداوة والأعمال العدائية بين دولتين بينهما خلافات سياسية، وذلك حسب نوع العلاقة بين الدولتين المتعاديتين وما هو مشترك بينهما من أواصر ونقاط إلتقاء، ولكن الخلافات قد تتجاوز ما تقدره من سقف لها، إلا أنها تقف عادة عند العبادات حتى إذا اختفت أديان المتقاتلين، ففي الحروب الصليبية كان يتوقف القتال بين المسلمين والصليبيين عند وقت أداء الصلاة، وعندما مرض قائد جيوش الغزو الصليبي أرسل قائد المسلمين صلاح الدين الأيوبي طبيبه الخاص ليعالجه. والآن ترسل بعض الدول «الإسلامية» حجاجها لبيت الله الحرام مددجين بالمنشورات والهتافات السياسية التحريضية العدائية، بل وببعض المسلحين لزعزعة الأمن وترويع من جاءوا من أقاصي الدنيا ليؤدوا فرضا من فروض أركان الإسلام الخمسة، بدلا من أن يعكفوا في المسجد الحرام يستغفرون، ويشكرون الله أن من عليهم بزيارة بيته وأكرمهم بذلك. كما وتجد بين الحكام المسلمين من يسد الطريق في وجه من يودون آداء فريضة دينية. فهل يمكن أن يصل الكيد والفجور في الخصومة بين المسلمين إلى درك يطال حتى أداء الفرائض؟. فما الذي تركناه لغيرنا كي ينكل ويفعل بنا ما يشاء؟، ثم هاهم نفس الذين لم توحدهم العقيدة ولا شعائر فروضها يثورون ويسيلون دماءهم لأن «صائعا ما» أنتج فيلما لم يشاهده أحد قيل بأنه أساء للرسول الكريم في أمريكا !. فأيهما أكثر إساءة للإسلام ولنبي الإسلام عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ؟. أفعلنا نحن حملة راية الإسلام أم فعل «صائع» معروف لدى السلطات الأمريكية بسوابقه الإجرامية ؟.. على كل، كنت أظن حتى الأمس أن للحج وشعائره حرمة عند المسلمين، وكنت أظن بأن العداوات تقف عند عتبة الفرائض الدينية والأماكن المقدسة لتدخل القلوب خاشعة حاسرة الرأس.. هدانا الله وإياهم. www.binsabaan