تعيش (شمس) عرفات مع صبيحة فجر اليوم، فرحة اللقاء بوفود الرحمن الذين جاؤوا من كل فج عميق لأداء فريضة الحج، وتتزايد بهجتها باكتمال توافد الحجاج على صعيدها الطاهر في يوم الحج الأكبر، لكن هذه الفرحة ما تلبث أن تتلاشى وتتحول إلى أحزان الفراق مع اقتراب قرص الشمس من المغيب حيث يحمل الحجاج حقائبهم للمبيت بمشعر مزدلفة بعد غروب شمس يوم التاسع، وتتلاقى المشاعر في صعيد عرفات مع غروب الشمس ودموع المحبين تتدفق آملا في أن يتقبل الله حجهم ويغفر خطاياهم وحزنا على فراق عرفات بعد أن مكنهم الله من أداء الفريضة. هذه المشاعر يعيشها مشعر (عرفات) يوما في العام، يتذكر الحجاج فيه حجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووقوفه أمام جبل الرحمة على ناقته (القصواء) داعيا وملبيا ومبتهلا، ويحرص ضيوف الرحمن على الاقتداء بسنة نبيهم في أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم ليتقبل الله سبحانه وتعالى حجهم. من جهتها، أعلنت الجهات التنظيمية والأمنية والخدمية المعنية بتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وتأمين أفضل الخدمات لضيوف الرحمن جاهزية مشعر عرفات لاستقبال قوافل الحجيج مع بزوغ شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وأكملت كافة الجهات الترتيبات اللازمة لقضاء الحجاج يوم الحج الأكبر على صعيدها الطاهر في راحة وطمأنينة ليتفرغوا للعبادة والابتهال إلى الله بالدعاء. «عكاظ» رصدت في جولة ميدانية أمس، جاهزية المشعر بكافة الخدمات التي يحتاج إليها الحجاج، حيث تم تأمين الطرق والشوارع وتحديد مسارات الدخول والخروج، وأعدت الإدارة العامة للمرور تحت مظلة قيادة أمن الحج شؤون المرور خطة التصعيد من مشعر منى صوب عرفات والتي تشمل ثلاثة محاور تنظيم دخول الحافلات، ومراقبة النقل بالقطار، والنقل الترددي، وتوزيع الخرائط التوضيحية لمناطق المخيمات في عرفات. الخيام الطابع الأبرز لمشعر عرفات في موسم الحج هذا العام وتمت تغطية مساحات واسعة بالخيام المطورة المقاومة للحرائق من قبل مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل وتأمين تلك المخيمات بتكييف مركزي وتم إخضاعها لاشتراطات ووسائل السلامة وتخضع لرقابة فرق الدفاع المدني لضمان سلامة الحجاج، وتؤمن هذه المخيمات خدمات متميزة لضيوف الرحمن وترفع عنهم الجهد والمشقة والتعرض لأشعة الشمس الحارقة، إلى جانب مشروع تلطيف الجو بالرذاذ في الشوارع والميادين وما تتميز به عرفات من كثافة كبيرة للأشجار التي امتزجت أغصانها الخضراء ببياض الخيام في منظر يؤكد جاهزية مشعر عرفات لاستقبال ضيوف الرحمن لقضاء يوم الحج الأكبر على صعيدها الطاهر، واحتضنت أغصان الأشجار بالخيام المطورة التي شيدت لاستقبال الحجاج في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، مواكب الحجيج التي بدأت بالتوافد إلى مشعر عرفات من ساعات الفجر الأولى لليوم التاسع تحفهم العناية الإلهية، وتمتد إليهم أيادي آلاف من رجال الأمن الذين نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن والذين يراقبون الحركة المرورية ويحافظون على الأمن ويتوزعون على كافة المرافق الخدمية وشبكات الطرق التي تربط عرفات بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة، ومحطات القطار وطرق المشاة التي زودت بجميع ما يحتاجه الحاج وهو في طريقه الى عرفات.