دروس كثيرة يمكن الاستفادة منها لكل شاب أو شابة تابع القفزة الشهيرة لفيليكس منها ما يتعلق بالتطور العلمي المذهل والدراسات الدقيقة والحسابات الأدق والتي من المبكر جدا أن نطبقها في وقت نعاني فيه من تأخر البحث العلمي وتخلف التعامل مع الاختراع والإبداع، بل والتشكيك في التقدم العلمي للآخرين، ولهؤلاء أقول إن من يستخدم الهاتف الجوال الذكي ويستمتع بتقنية النقل التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية والتواصل مع قريب عبر (سكايب) والاطلاع على أي موقع على الكرة الأرضية عبر (جوجل إيرث)، ويسافر على متن طائرة تصعد مثقلة بمئات البشر وأطنان العفش، لا يحق له أن يشكك في صعود منطاد فيليكس وقفزه منه مخترقا حاجز الصوت، فمع كامل الاحترام للرأي المشكك لابد أن تكون في مستوى الإنجازات العلمية التي تستخدمها يوميا لتشكك في إنجاز فيليكس. دعونا من الإنجاز العلمي ولننظر للإنجاز الأخلاقي الذي هو في مستوانا، بل نحن من اشتهر به سابقا وأسس له ديننا الحنيف ثم تخلى عنه كثير منا بكل أسف ألا وهو الإيثار وتعليم العلم النافع والتعامل مع الآخر بحسن نية وإعطاء كل ذي حق حقه ومنح الفرصة لتلميذ أن يتفوق على أستاذه ويحصل على التقدير المستحق!!. موقف جو كتنجر من فيليكس ودعمه له حتى آخر لحظة وبعدها، رغم أن هذا المغامر الجديد يهدف لتحطيم أرقام أفنى ذلك الكهل عمره وصحته وخاطر بحياته لتحقيقها هو الدرس الأعظم الذي يجب أن نركز عليه من قفزة فيليكس، ولا أقول نتعلمه لأننا نحن من تعلمه من ديننا ويفترض أن نعلمه!!، لكننا وبكل أسف نشهد تخليا مهولا عن تلك المبادئ حتى أصبحت شكوى الشباب من سرقة إنجازاتهم ونسبها لرؤسائهم لا تقل عن الشكوى من سرقة السيارات والمنازل. شبابنا من الأطباء والمهندسين والصيادلة والفنيين والمخترعين يعانون الأمرين من سرقة مديريهم لإنجازاتهم الطبية والعلمية والعملية والصعود على أكتافهم، الأمر الذي أوقف تماما بروز الكفاءات الشابة وأدى لاجترار كهول صعدوا على أكتاف زملائهم، بل ثمة من يحارب منافسيه في إنجازات تخدم المرضى والمواطنين والبشرية أجمع ويلغي إنجازات سلفه وهؤلاء يجب أن يتعلموا من جو كتنجر ويقفزوا لمستواه ودعكم من فيليكس وقفزته.