ما أريد أن أتحدث عنه هو كيف لنا ان نستفيد من هذا الحدث في حث ابنائنا الطلاب على الإستفادة من مواهبهم بطريقة يمكن ان تفيد المجتمع وتفيدهم. أتمنى ان تقوم كل مدرسة من مدارسنا بتخصيص حصة من النشاط الامنهجي لقفزة فيليكس وما يمكن ان يتعلمه الطلاب منها. فمن الأشياء الجميلة التي يمكن ان يتعلمها الطلاب انها مثال حي على ما يمكن ان يحققه العمل الجماعي لفريق عالي الإنجازية. كيف تم تحويل قفزة انتحارية الى قفزة علمية كسبت احترام العالم. فعلينا توضيح اهمية القفزة! ولماذا صرفت هذه التكاليف الباهظة عليها؟ كم أستغرق من الوقت لبناء البالون؟ وكم التكلفة؟ ومثل ذلك بدلة الضغط التي يرتديها. ولا ننسى التركيز على مشاركة البطل السابق كمشرف على الرحلة وكيف نسي نفسة وإنجازه ليحقق غيره افضل مما حقق لإيمانة بأهمية القفزة للإنسانية وليس لفيليكس. إنها خطوة جريئة وسيتبعها خطوات اخرى اكثر جرأة ولكن بإستعداد علمي افضل مثلها مثل سابقتها؟ من الجيد أن يعي الطالب أن الهدف من هذه القفزة هو الإجابة على تساؤل محير، وهو هل سيحترق الجسم البشري عند وصولة الى سرعة الصوت؟ ومن الواجب التوضيح لهم ان فيليكس لم يخرج عن الغلاف الجوي فالغلاف الجوي يتكون من خمس طبقات نحن نعيش في أحدها وفيليكس ذهب للطبقة التالية للتي نعيش فيها فقط لأن التساؤل الذي كان يبحث عن اجابته كما أسلفت ليس له علاقة بإختراق الغلاف الجوي وإنما بإختراق حاجز الصوت؟ ولا ننسى ان نذكر وجود عدد من التأثيرات المباشرة للقفزة أولها تحفيز شركات تصنيع الكميرات مما أثمر في صناعة كميرا ذات قدرة عالية جدا، حيث لاحظنا قدرتها على تتبع البالون وعرض صورة واضحة من مسافة بعيدة. فمن المؤكد أن هذه الشركة واجهت تحد في تصنيع هذه الكميرا وما تبع ذلك من دراسات وأبحاث في سبيل الوصول الى ذلك. والتأثير الثاني جاء في تصميم كل من البدلة والخوذة والبرشوت اما التأثير المباشر الثالث فهو صناعة بالون الهيليم الذي يبلغ حجمة 850 الف متر مكعب والذي يوازي حجم ملعب ريال مدريد وإرتفاع برج إيفل، وكيف تم التحكم فيه بحيث يتوقف عند الإرتفاع المطلوب ليتمكن فيليكس من القفز. وأخيرا الكبسولة ومواصفاتها ومناسبتها لهذه المهمة بإختصار انه عمل جبار ومتكامل. كما يجب ان نوضح لأبنائنا ان فيليكس لم يكن شخص عادي فله سجل حافل يخولة لهذه المهمة فلم يتم اختياره اعتباطا وكان شعار "السلامة اولا" هو الحاضر دائما. ومن الجيد ان يعرف ابنائنا عن تاريخ المهمة والتي استغرق تنفيذها ما يقارب 7 سنوات وكانت كالتالي:- 1- بدءت الفكرة في عام 2005 عندما تم الاتفاق بين شركة رد بول والسيد فيليكس في تنفيذ المهمة. 2- في عام 2007 بدء العمل في تصنيع الكبسولة في ولاية كاليفورنيا. 3- في عام 2008 a. انضم لفريق العمل العقيد جو كيتينجر (Col. Joe Kittinger) حامل اللقب الى الفريق وتقابل مع فيليكس لأول مرة. b. وافقت شركة ديفيد كلارك على تصنيع بدلة فضائية لأول مرة لبرنامج فضائي غير حكومي. 4- في عام 2009 a. بدء فيليكس في اجراء اول تدريب على ارتفاع عالي باستخدام بدلة الضغط، وتم القفز عدة مرات على ارتفاع 27000 قدم من على متن طائرة. b. تواصل تطوير اجراءات السلامة. c. البدء في تطوير المظلة الشخصية (البرشوت). d. تم تأمين بالون الهيليم الصالح لهذه الارتفاعات العالية. 5- في عام 2010 a. حصل فيليكس على رخصته الأمريكية للبالون الغازي. b. تم تنفيذ اختبار نفق الرياح. c. تم تكثيف التدريب على بدلات الضغط. 6- في عام 2011 a. تم اجراء اختبارات على الكبسولة ومناسبتها لإرتفاع 121 الف قدم. b. تكثيف التدريب البدني والنفسي والفني تحت توجيهات الدكتور اندي والش. c. بعد توقف لعدة أشهر، قام الفريق بإعادة تقدير حالة المعدات وتحليل الإجراءات الازمة للتحقق من جاهزية الطيران. 7- عام 2012 a. في شهر مارس قام فيليكس بتجربتة الاولى بالقفز من علو 71615 قدم. b. في شهر يوليو قام بتجربته الثانية بالقفز من علو 97063 قدم c. في يوم الأحد، الموافق 14 أكتوبر 2012، قام بقفزته الشهيرة من علو 128000 قدم. أخيرا، قفزت فيليكس درس من أجمل ما يمكن ان نستفيد منه في تحفيز الطلاب وتعريفهم مفاهيم وقيم جديدة نحن في حاجة لجيل جديد يتخرج من مدارسنا متسلحا بكم هائل من هذه المفاهيم منها على سبيل المثال وليس الحصر العمل الجماعي وأهميته في إنجاز المهام الصعبة والمستحيلة، التي لا يمكن تنفيذها بجهود فرديه. حسين سالم آل سنان الجبيل الصناعية كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية