برأ مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري إدارته من تأخر تدخل الطيران العمودي في سيول رابغ يوم أمس الأول، وبالتالي المسؤولية عن الضحايا العشرة، موضحا أن سوء الأحوال الجوية لا يسمح للطائرات العمودية بالإقلاع والتدخل في عمليات الإنقاذ إلا بعد موافقة برج المراقبة. جاء ذلك في تعليق الفريق التويجري عبر «عكاظ» على حديث عدد من أهالي رابغ عن تأخر تدخل الطيران العمودي في إنقاذ محتجزي السيول التي ذهب ضحيتها عشرة أشخاص، وقال: «بعض المواطنين طالبوا بانتقال الطائرات فورا، وأحيانا لا يسمح لنا بأن نقلع بالطائرات في الوقت المناسب نظرا لسوء الأحوال الجوية، وهذه المعلومة يجب أن يعلمها كافة المواطنين والمقيمين، لأن الطائرة لا تقلع إلا بإذن من البرج والذي لا يسمح لها بالتحليق في حال سوء الأحوال الجوية، مما يتعذر على الطائرة الوصول للمواقع المتضررة من السيول في وسط الأودية، وهو أمر ربما يغيب عن الكثير من الأهالي الذي يطلبون مباشرة الحالات في ساعات محددة وخاصة أثناء سقوط الأمطار». وأكد الفريق التويجري عدم تسجيل ضحايا جدد جراء الأمطار والسيول في عدد من المناطق سوى عشر ضحايا في رابغ أمس الأول. ونفى مدير عام الدفاع المدني أن يتأثر أداء الدفاع المدني في مناطق المملكة خلال هطول الأمطار وجريان السيول بسبب تواجد قوة كبيرة من الجهاز في موسم الحج، وقال: «هناك تنظيم لموسم الحج فلا يمكن أن يكون هناك عمل على حساب آخر، وحياة الإنسان غالية سواء كان حاجا أو مواطنا أو مقيما، نحن نتعامل مع الحياة والموت، وفي هذه الحالة لا بد أن تكون هناك عملية جيدة وتوافقية بحيث لا نخل بالعمل في وكافة المناطق في كافة الظروف». وبين أنه في أيام الحج تكون كافة المناطق في المملكة مستنفرة، كما أن القوة تتضاعف، فبدلا من العمل على نظام ثلاث ورديات في الأيام العادية فإنه في موسم الحج نعمل على نظام الورديتين في جميع المناطق، وهذا يساعد على دعم المناطق، وأحيانا تستدعي الحاجة إلى أن تكون المرابطة مائة في المائة، وبهذه الطريقة أؤكد أنه لا يوجد أي عجز في أي منطقة من مناطق المملكة. وفيما يتعلق باستعدادات الدفاع المدني لمواجهة الأمطار والسيول المتوقعة في المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة خلال موسم حج هذا العام، طمأن الفريق التويجري بأن الاستعدادات جيدة والتدريبات مستمرة، مضيفا: «أستطيع القول أن التوافق بين قطاعات الدولة جيد، وهناك تجارب ميدانية آخرها كان أمس الأول، كما أستطيع القول إنه في ظل ما نفذته الدولة من مشاريع كبيرة لتصريف السيول في المشاعر والعاصمة المقدسة فإن الأوضاع ستكون تحت السيطرة بحول الله وقوته وتوفيقه». وأشار مدير عام الدفاع المدني إلى أنه يعول على المواطنين والمقيمين والحجاج الكثير لمساندة جهازه باتباعهم للتحذيرات، وقال: «نعول على الجميع بأن يأخذوا حذرهم أولا من التحذيرات التي تأتي عن طريق مصلحة الأرصاد ووسائل الإعلام، وعدم المجازفة أمام تدفق السيول الكبيرة؛ لأن عامل المكان والزمان يلعب دورا في هذا الموضوع قد لا يستطيع أحدا الوصول إليهم، وفي الأحوال الجوية السيئة على المواطنين والمقيمين والحجاج أيضا أن يكونوا مساهمين معنا ويأخذوا بحسبانهم التحذيرات التي تطلقها مصلحة الأرصاد ووسائل الإعلام والدفاع المدني».