بعد الكشف عن رسالة الرئيس المصري محمد مرسي إلى نظيره الإسرائيلي والتي بدأت بعبارة: (عزيزي وصديقي العظيم) ثارت ضجة كبرى حول حقيقة موقف الإخوان المسلمين من الصراع العربي الإسرائيلي، وقد تواردت أنباء حول توجيه الرئاسة المصرية استفسارا إلى وزارة الخارجية عن سبب استخدام هذه الصيغة، وأغلب الظن أن من كتب هذه العبارة موظف اعتاد على كتابتها في العهود السابقة ولكن هذا لا يلغي مسؤولية الجهاز الرئاسي عن هذه الصيغة، صحيح أن الرئيس أي رئيس ليس متفرغا لصياغة الخطابات الروتينية ولكن المنطق يقول إنه أو مساعديه لا بد أن يقرأوا كل ما يصدر باسم الرئيس وممهور بتوقيعه. وحكاية التوقيع (العمياني) ليست مشكلة الرؤساء العرب فقط بل هي أيضا مشكلة الوزراء والوكلاء والمديرين بل حتى المواطنين العاديين، فالكثيرون في عالمنا العربي اعتادوا على توقيع الكثير من الخطابات والتعاميم دون الالتفات إلى صياغتها، ومن الأمثلة الجميلة على ذلك ما حدث خلال استجواب وزيرة التربية السابقة في الكويت نورية الصبيح (موجود على اليوتيوب) حين لامها أحد أعضاء البرلمان على وضع دائرة حول عدد من العبارات بينها (الشريعة الإسلامية) في مسودة لإحدى خطاباتها الروتينية التي تسربت إلى البرلمان. يومها شرحت الوزيرة الأمر ببساطة قائلة إنها تراجع دائما كل حرف في الخطابات التي تعدها السكرتيرات وقد وجدت في إحداها كلاما إنشائيا لا علاقة له بالموضوع مثل: «كي يكون متوائما مع التطور العلمي والشريعة الإسلامية والوحدة الوطنية.. إلخ» فوضعت دائرة حول الكلام الذي ليس له علاقة بمضمون الخطاب، ثم قالت لمستجوبيها: «أنا مو مثل بعض الناس اللي يوقعون خطاباتهم وهم يشربون استكانة شاي» فضجت القاعة بالضحك لأنها بهذه العبارة وجهت انتقادا قاسيا لزملائها الوزراء دون أن تنتبه فاستدركت: «أقصد بعض الناس خارج هذه القاعة»!. ولا شك أن الكثيرين منكم قد قرأوا خطابات وتعاميم تحتوي على كلام طويل عريض تتلخص زبدته في سطر واحد فقط، بل إنني في بعض الأحيان أتلقى بعض الخطابات التي تتكون من صفحتين أو ثلاث ثم اكتشف في السطر الأخير أن الموضوع لا يعدو كونه دعوة لطيفة لحضور افتتاح معرض أو مقر جديد، وأكثر ما يضحكني أنني متأكد بأن المسؤول الكبير الذي وقع هذا الخطاب المليء بالعبارات الفخمة لم يقرأ سطرا واحدا فيه.. المسؤولون في ثقافتنا أكبر من أن يعدوا خطاباتهم بأنفسهم وأكبر من أن يقرأوها.. وأكبر من أن يسمحوا لأي شخص غيرهم بالتوقيع العمياني.. لذلك تنشط مكاتبهم الإعلامية دائما في الاعتذار والتوضيح وإزلة اللبس!. ** يصادف اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لاتفاقية الطائف التي أعادت السلم الأهلي للبنان الشقيق.. واليوم بعد أن تحرر اللبنانيون من الاحتلال الإسرائيلي واحتلال بشار الأسد لم يبق إلا أن يتحرروا من سلاح حزب الله الذي سيعيدهم إلى أيام الدم والسيارات المفخخة متى ما جاءته الأوامر من طهران!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة