الوطن هو المأوى لنا والذخر لأبنائنا وأجيالنا القادمة كما كان هو مهد آبائنا وأجدادنا فهو الغالي علينا نفديه بأرواحنا ونخدمه بجهدنا وإخلاصنا فمن لم يكن لوطنه فهو لم يكن لدينه وربه، فمن لم يستشعر هذه المعاني الخالدة فهو لا يستحق أن يعيش على تراب هذا الوطن، ومن لم يكن مخلصا في خدمته بإخلاص في رفعته والعلو به فهو إما أن يكون منتكسا في فطرته التي أفقدته ما ينبغي أن يكون لوطنه أو أنه لا جذور له تجعله يحس بالانتماء لهذا الوطن.. ولكن لا نريد أن نتوسع في هذا الموضوع إنما نريد أن يكون البقاء على حب هذا الوطن ليكون هو القاسم المشترك بعيدا عن تلك المؤثرات التي أوقعت جرحا كبيرا في عمق الحب لهذا الوطن عندما نرى وندرك من أحب وطنه بصدقٍ وإخلاص فإنه يخاف عليه ويفديه، وعندما نرى غيره يتشدق بمعاني الوطنية فإنه لايحب وطنه كثيرا وإن تلك المعاني التي يرددها لم تكن في قلبه ودمه ولم تكن هي منه في شيء ، ولكنه يتغنى بذلك لأنه استحوذ على الكثير من نعم هذا الوطن وتيسرت له السبل. فيا وطن .. إننا أحببناك بصدقٍ وإخلاص لا نشتري ولانبيع حبك بدرهم ودينار.. يا وطن من استثمر خيراتك وهو لم يكن يستحقها فسوف يخسر كثيرا.. فأنت الباقي وهو الذي يزول.. يا وطن أنت لنا ونحن لك ولا نريد غير ذلك، إن حبك هو الذي سيبقى في قلوبنا، وحياتنا هي التي من أجلك ستكون فداء لك. محسن جهز أبو عقال