يأتي مقترح المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة السورية القاضي بوقف مؤقت للأعمال العسكرية هناك خلال أيام عيد الأضحى ممهدا لمسعاه المعلن المتضمن تبني إنزال قوة دولية قوامها 3.000 جندي من أجل الاشراف على وقف دائم لإطلاق النار هناك ما يفتح الباب لعملية سياسية ربما ستستغرق وقتا كبيرا قبل انجازها بحسب تصريحات الرجل الأخضر المخضرم نفسه. هذا المقترح ربما يوصف «بالرغبات» أكثر منه اجتراح حلول من رحم الواقع السوري فلا الأيام الأربعة كافية لأن يفتح الشعب السوري مجالس العزاء للآلاف من شهدائه ولا الآلاف الثلاثة من الجنود الدوليين قادرون على الانتشار أكثر من حدود مدينتي دمشق وحلب وهما بذلك يؤديان خدمة جليلة لنظام متهالك فقد السيطرة بالفعل على هاتين المدينتين الاستراتيجيتين ما يجعل بالضرورة مبادرة الرجل الأخضر طوق نجاة متكرر للنظام السوري الساعي دوما إلى تذكير العالم أن دون بقائه الطوفان. مشروع الإبراهيمي دعائي حتى لا يقول الناس أن هذا الرجل العجوز المخضرم الذي تردد لأكثر من شهر قبل أن يوافق على تولي هذه المهمة .. لكن ذلك لا يعفيه من المسؤولية وهو الخبير مع من يتعامل فتاريخ آل الأسد المماطل والمتقن جدا لسياسة المراوغة المتلازمة مع منهج البطش والتدمير الممنهج وفتح كل الأزمات من أجل البقاء ولو على حساب حقوق الانسان والعدالة ومقدرات كيان قيل يوما: أنه يشكل أهم عناصر التوازن الاستراتيجي في المنطقة مع العدو الاسرائيلي. فلا فلسطين صارت هما لبشار الأسد ولا طائراته ورإداراته وقواه العسكرية صارت تجتمع لتبحث الخطر على حدودها مع فلسطينالمحتلة بل أضحى العالم كله يتفرج على استعراضات شبيحته وجنده الظالمين وهم يجرفون مدنا وقرى بأكملها من أجل أن تنام عيون الظالم بأمان. على الأخضر أن يكون جنتلمان ويخرج للعالم ليقول وبلسان عربي ودولي : «نظام بشار يجب أن يزول» وإلا فإن بشار سيجعل منه «الرجل الأخضر» لكن ليس حتما بقدرات «الرجل العنكبوت».