على مساحة صفحة كاملة في صحيفة اليوم السابع المصرية يوم الخميس الفارط، نثر كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم الإخوان المسلمين ما شاء من آراء وأفكار وتنظير ومواقف ورؤى وأحكام، ولا خلاف أن له كل ذلك كحق شخصي، لكن ليس له حق التدليس والمغالطة ومحاولة استغلال الوضع الراهن الذي تديره الجماعة، بعد أن قفزت إلى الواجهة للنيل بسقط الكلام من دول أخرى، ومحاولة الاستخفاف بعقول الناس التي لم تعد الحقيقة غائبة عنها.. أولا، الهلباوي انفصل عن جماعته شكليا بسبب تضارب المصالح، وهذا يجسد أن المبادئ والأخلاقيات التي ترفع الجماعة شعاراتها ما هي إلا انتهازية بين كوادرها وانتهازية ضد الغير، وتخبط سيئ وممارسة غير منضبطة.. ثانيا، هو يعترف بما كانت الجماعة وما زالت تصر على إنكاره، وهو تنظيمها العالمي، بل وتنظيمها الدولي لنعرف أن لها جناحين تطير بهما لتسميم الأجواء في بلاد الله.. يقول عن التنظيم العالمي إنه جزء من فلسفة ومشروع المؤسس حسن البنا، ويقصد به عالمية الدعوة، أما التنظيم الدولي، فقد تأسس بعد خروج كوادر الإخوان من السجون في عهد الرئيس أنور السادات، ويهتم بمتابعة ما يحدث في العالم الإسلامي، ومن أهدافه أنه إذا تم التضييق على الإخوان في إحدى الدول، فمن الممكن من خلال هذا التنظيم أن يقدم الإخوان في دول أخرى قضيتهم إلى العالم.. الإخوان في الدول الأخرى، ودول الخليج تحديدا، ينفون أنهم ينضوون تحت تنظيم، وها هو الهلباوي يفضح المشروع والتنظيم ب «الفم المليان»، ومن حقنا أن نسأله: ماذا يعني بالضبط أن يهتم التنظيم «بما يحدث في العالم الإسلامي»، وماذا يعني دوره في طرح قضية الإخوان حين يتم التضييق عليهم. والحقيقة أنه لا مكان لسؤاله؛ لأن المسألة واضحة، وهي معرفة الإخوان بأن التضييق عليهم هو الطبيعي؛ لأن مشروعهم لنسف الدولة الوطنية لا يمكن قبوله في أي مكان، ولأن «عالمية الدعوة» ليست سوى محاولة التغطية على الحلم الأممي وحكم العالم.. أما تصريح الهلباوي بأن دول الخليج مجرد مستعمرات، ومحاولته تفسير موقف حكومة الإمارات العربية المتحدة منهم، وتماديه إلى تفسير ما قاله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ذات يوم على هواه وطريقته الخاصة، فإن ذلك ليس إلا دليلا صارخا على براغماتية مقيتة والتفاف على وقائع التأريخ.. بعض كوادر الإخوان بكل مستوياتها، القطرية والدولية والعالمية، مصرة على الاستغراق في وهم إدارة العالم بالدسائس، ومحاولة تدمير البنية الخاصة بالأوطان. ونقول لهم: يكفيكم تجربة مصر وغيرها التي أزاحت كثيرا من الأقنعة، وأثبتت أنكم بمثل هذا الفكر غير صالحين لهذا الزمن.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]