من العادات القديمة التي اشتهرت بها الأحساء وبعض مناطق المملكة ودول الخليج ما يعرف ب (بو طبيلة) المشهور في الحجاز بالمسحراتي وهو الرجل الذي يطوف الأحياء في ليالي رمضان بعد منتصف الليل يدق طبلته ويردد بعض الأدعية التي تشجع النائمين على الاستيقاظ للسحور. وما إن يبدأ في المسير حتى يتبعه الصبيان ويدورون معه من زقاقٍ إلى زقاق وهم يرددون أهازيجه المحببة. أما بالنسبة للفتيات فيكتفين بالتفرج عليه من بعد بالوقوف أمام منازلهن أو الإطلالة عليه من النوافذ أو السطوح. وتزداد أهمية (بو طبيلة) عند منتصف الشهر حيث يحل يوم (القرقيعان) فيطوف الأحياء نهاراً ويتجول معه الأطفال وهو يجمع ما يعطيه الناس من (القرقيعان) يجمعها في كيسٍ محمولٍ على دابة ومثل هذا يحدث في العشر الأواخر من رمضان حيث يطوف نهاراً لجمع التبرعات والصدقات التي يقدرها الصائمون فمنهم من يعطيه نقوداً ومنهم من يعطيه بعض الأكل أو الملابس ومنهم من يمنحه زكاة الفطر التي ينوون إخراجها عنهم وهو يردد (عادت عليكم) ويردد الأطفال المرافقون له (والشر ما يجيكم) ويستمر في الطواف بالبيوت حتى منتصف النهار ثم يأوي إلى داره بعد أن أنهكه التعب وأثقلت حماره الغنائم.