ملالي طهران لديهم طموح بجعل اليمن جغرافيا عنيفة منتجة للفوضى، لذا لن يهدأ لهم بال حتى تحدث حرب الجحيم الطائفية فهي مدخلهم لتدمير التحولات الساعية لبناء الدولة القوية، وهي الطريق إلى تقسيم الجغرافيا اليمنية إلى دول متنازعة، فالدولة التي يحلمون ببنائها وتحويلها إلى معسكر مغلق لنشر الاضطرابات في المنطقة والممرات المائية والقرن الأفريقي بحاجة إلى تفكيك الدولة، وبث الانقسامات الحادة بين أبنائها. اتباع الملالي يتكاثرون في ظل نخبة سياسية واجتماعية مشتتة ومنقسمة على نفسها، والتدفقات المالية الإيرانية تعيد برمجة بعض الطامحين لصالح الاستراتيجية الإيرانية، تشكل الحوثية رأس الحربة والتي تمكنت من بناء قوتها في ظل التحولات التي أنتجتها الانتفاضة الشبابية. يدرك اتباع الملالي أن بناء دولتهم مستحيل طالما الدولة موحدة والتسوية السياسية تحقق أهدافها، لذا فلديهم طموح باختراع فوضى شاملة تسهل لهم تخريب التسوية، وتدمر الدولة القائمة، ومن ثم السيطرة على صنعاء، والتمدد إلى بعض المناطق الأخرى . المعركة مع ملالي طهران وأتباعهم بحاجة إلى إعادة بناء التوافق الذي أسست له التسوية السياسية، وتشكيل تحالف واسع لإسناد المبادرة الخليجية، ومن الضروري توحيد إرادة مؤسسات الدولة، وتدعيم وإسناد التيارات المدنية وتجاوز المصالح الأنانية، وبناء مصالحات تاريخية ينتجها المجتمع والدولة بين القوى المتنازعة تحد من الأحقاد . الأطراف اليمنية لتجاوز تناقضاتها أهم ما تحتاجه هو التركيز على تأسيس للقواعد المحايدة التي تجعل من الإرادة الشعبية هي المتحكم في توزيع القوة ولا مانع من الاتفاق على توزيع الموارد بما يسهم في بناء لحمة نخبة سياسية متماسكة في الفترة الانتقالية. ويمكن التخفيف من معضلة التناقضات بالالتفاف حول الرئيس هادي، وتقييم مسارات أفعاله برزانة وحكمة، فمحاصرته في صراع المصالح الانتهازية لعبة استراتيجية مآلاتها كارثية، والمطلوب من هادي أن يلم الشمل، ويحسب الأمور وفق ميزان واقعي حتى لا يختل ميزان القوى النافع للتحول. وعلى المختلفين أن يدركوا أنهم في لحظة تاريخية تحتاج إلى الصدق والتضحية والمراهنة على اليمن وما ينفعه، أو أن يتحملوا نتائج اللعب بالنار التي قد تقودهم إلى خسارة كل شيء.