لعلي لا أذهب بعيدا عن الواقع إن أنا قلت أن ما شهدناه فى مساء الثلاثاء 9 ذي القعدة فى ذهبان هذه القرية الوادعة الحالمة التى كانت تنام في هدوء على شاطئ البحر الأحمر بعيدة عن الحراك المجتمعي الذي بالكاد كانت تلفت نظره إلى قوقعتها.. ولعل ما تحقق فى تلك الأمسية يجسد واقعا جديدا استل هذه القرية من حياة الريف والاستكانة والدعة.. ليضعها فى قلب التفاعل مع عصر النهضة والرقي الذين نعيشه. اذ لم تعد ذهبان محطة للاستراحات وأكل السمك وإنما تحولت الى عنصر جذب كان من نصيبها ان تحققت هذه الجامعة الفتية.. جامعة الأعمال والتكنولوجيا لتؤهلها لأن تكون ذات ملامح تصل بها الى عضوية نادي المدن المتحضرة. خالد الفيصل والشباب: يبدو ان ذلك المساء الحالم المرصع المطرز بالوجوه التى تتقد حيوية وشبوبية باسمة تطمح وبقوة لأن يكون لها مكانها فى الصفوف الأولى.. ذلك ما أحس به ضيف شرف الحفل من خلال تفرسه للوجوه التى أمامه.. وما استقر فى وعيه نتيجة قراءته للملامح التي كانت بادية للعيان.. ولعل ذلك قد شجعه على ان يمضى بعيدا في الرهان على قدرات الشباب وانهم سيكونون ادوات الفعل الفاعل فى تدوير عجلة الانتاج والوصول الى مستويات متقدمة من شأنها ان تحقق كثيرا من الآمال والطموحات التي تعلق عليهم.. وكانت كلمة الفيصل تقليدا جديدا وفكرا مختلفا وطرحا نم عن شفافية وعن روح فيها دفق معنوي جديد طالما انتظره هؤلاء الشباب طويلا.. والمفاجأه ان يأتى هذا الاعتراف من مسؤول كبير فى قامة خالد الفيصل. فشباب هذه الجامعة قاطعوا كلمات الأمير مرارا (من خلال التصفيق الحاد) خاصة عندما قال ان المعجزة هي أنتم الذين حولتم ذلك المجتمع البدائى البسيط الأمي الى مجتمع حضاري.. المعجزة انتم الذين صنعتم على هذه الأرض الأمن والاستقرار وتحديتم التيارات والمغريات.. وأنشأتم على هذه الأرض دولة عصرية حديثة دستورها القرآن ومنهجها سنة محمد صلى الله عليه وسلم.. وعندما تخلى غيركم عن القيم الإسلامية تمسكتم بها.. وعندما اشتغل غيركم بالفتن والصراعات والاضطرابات أرسيتم أنتم دعائم الأمن والاستقرار لهذه البلاد.. فهنيئا لكم إذ برهنتم على ان على هذه الأرض معجزة اسمها الإنسان السعودي. أحمد عسة ومعجزة فوق الرمال: وعندما استدعى خالد الفيصل من ارشيف التاريخ هذا العنوان واستعاره ليجعله قاعدة ينطلق منها.. ولمن لا يعرف أحمد عسة نقول ان مؤلف كتاب معجزة فوق الرمال عن تاريخ المملكة من حياة الملك عبدالعزيز الى الملك فيصل (يرحمهما الله).. واستلهم الأمير من العنوان ما عزز به شهادته لهذا الواقع الذي نعيشه اليوم والذي أبرز ملامحه هو شباب اليوم الذي شهدنا صفحته المشرقة التي تنم عن عزيمة واصرار وثقة بالمعطيات فى سوق عكاظ.. إذ عبر عن نفسه بأسلوب لم يكن مسبوقا.. تحدث بعض هؤلاء وهم عينات من حائل ومن جيزان ومن الوسطى ومن الغربية من كل النقاط المضيئة على خارطة هذه البلاد.. وعلى طريق المستقبل تحدثوا فى زهو وعنفوان ومنطق وعقلانية شدت وجذبت الانتباه الى ان حراكا شبابيا متطورا واعيا أخذ ينمو ويرتقي الى مستوى آمال هذه الأمة وليكونوا كما قال شوقي (وبورك في الشباب الطامحين). الجامعة الأهلية الفتية: وهنا لا يفوتنى ان أذكر حقيقة الدور الإيمانى والوطني الذي ينهض به الدكتور عبدالله دحلان ورفاقه الأمناء الدكتور هشام جمجوم والدكتور شهاب جمجوم وفريق العمل الذي يساندهم حتى ظهرت هذه الجامعة الى حيز الوجود ولتعلن عن نفسها وتؤكد مصداقية ان لا شيء مستحيلا وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة