وافق مجلس الوزراء أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مشروع المسار الإلكتروني لحجاج الخارج الذي رفعته لجنة الحج العليا، ويراعي التنظيم تحقيق التكامل والترابط بين الجهات المعنية لتطبيق المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، وأن تكون جميع تعاملاتهم إلكترونية، كما يربط منح تأشيرات الحج لكل حاج باستكمال جميع الإجراءات الخاصة به، شاملة معلومات البصمة، التي تتم حاليا في منافذ الدخول في المملكة على أن تنفذ تلك الإجراءات في بلد الحاج قبل قدومه إلى المملكة. ويحقق النظام الوضوح والشفافية في جميع الإجراءات التي يمر بها الحاج، وفي حزم الخدمات المقدمة إليه التي تشمل السكن والنقل والإعاشة، ومستوياتها وتكاليفها، بما يمكنه من الاطلاع عليها قبل قدومه إلى المملكة وتكون مرجعية ثابتة يرجع إليها عند تقويم أداء مختلف الجهات العاملة في مجال الحج، ويكشف أي إخلال يحدث من تلك الجهات عند النظر في الشكاوى التي يقدمها الحجاج ومحاسبة المقصرين والمخالفين. ووجه مجلس الوزراء بتشكيل لجنة إشرافية في وزارة الحج، بمشاركة مندوبين من عدد من الجهات الحكومية تتولى الإشراف على إعداد الوثيقة الخاصة بكل جهة من الجهات ذات العلاقة بمشروع المسار الإلكتروني لحجاج الخارج، وتعمل على الاستفادة من برامج وتجارب الجهات الحكومية في مجال التعاملات الإلكترونية، ولها حق الاستعانة ببيوت الخبرة أو الشركات الاستشارية لإعداد وثيقة الشروط والمواصفات لمشروع بناء المسار الإلكتروني خلال مدة لا تزيد على ستة أشهر من تاريخ اعتماد تنفيذ، على أن يتم دراسة التكاليف المالية لهذا المشروع وتقديرها. وأقر مجلس الوزراء، في جلسته التي عقدت أمس في قصر السلام بجدة، أن تقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي بمهمة نقل الموتى في الحوادث المرورية خارج المدن والمحافظات والمراكز وعلى الطرق الطويلة بدلا من القوات الخاصة لأمن الطرق، وفق محضر اللجنة العليا للتنظيم الإداري الخاص بدراسة موضوع نقل الموتى وإسعاف المرضى والمصابين في الحوادث المرورية على الطرق الطويلة. وبحسب التنظيم تقوم هيئة الهلال الأحمر السعودي بمهمة نقل الموتى في الحوادث المرورية خارج المدن والمحافظات والمراكز وعلى الطرق الطويلة بدلا من القوات الخاصة لأمن الطرق، على أن تمارس ذلك اعتبارا من تاريخ انتهاء نقل الممتلكات والاعتمادات المالية المخصصة لنشاط نقل الموتى في الحوادث المرورية على الطرق السريعة من وزارة الداخلية إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي وفق الترتيبات التي تضعها لجنة فنية تشكل في أمانة اللجنة العليا للتنظيم الإداري من عدد من الجهات الحكومية على أن تنهي اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر من تاريخ صدور القرار. وتضمن القرار أيضا إنشاء مركز اتصالات مشترك يرتبط تنظيميا بالمديرية العامة للأمن العام ويضم الجهات المعنية بالإسعاف والطوارئ، ويكون مسؤولا عن تسلم جميع البلاغات الطارئة وتوجيه عمليات الطوارئ والإسعاف وتنسيقها مع الجهات المعنية، مع مراعاة أن يكون لهذا المركز رقم هاتف موحد وأن تستحدث وتنشأ منظومة اتصالات موحدة تربط الجهات المعنية بالطوارئ. وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على الرسائل والمباحثات التي أجراها، أيده الله، مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة، حول آفاق التعاون بين المملكة وتلك الدول، ومواقف المملكة تجاه عدد من الأوضاع الراهنة في المنطقة والعالم. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، أن المجلس استمع إلى تقرير عن تطور الأحداث في عدد من الدول العربية، محذرا من تداعيات الأزمة السورية، ومجددا دعوة المملكة إلى إنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزيف الدم وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، كما أدان المجلس اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي والجماعات الإسرائيلية المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، داعيا المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة ومنع إسرائيل من زيادة التوتر في المنطقة. وبين أن مجلس الوزراء، نوه بإعلان ليما الصادر عن مؤتمر القمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في بيرو، مشددا على مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام القمة التي رحب من خلالها باستضافة المملكة للقمة في دورتها الرابعة بمشيئة الله تعالى. وأعرب المجلس عن شكره لما عبر عنه المشاركون في الندوة العلمية حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات التي اختتمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، من تقدير لجهود ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الرائدة في هذا الشأن. بعد ذلك، تطرق المجلس إلى عدد من النشاطات العلمية والاقتصادية والثقافية التي أقيمت هذا الأسبوع، منوها بالمؤتمر الدولي الأول للنقل المدرسي بالمملكة، الذي بدأ أعماله في الرياض يوم أمس تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين. وقرر مجلس الوزراء الموافقة على مذكرة تفاهم بين السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية وفي دولة فنلندا للتعاون في مجال تبادل التحريات المالية الخاصة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، كما قرر الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، وحدة التحريات المالية، ومكتب مكافحة غسل الأموال، وزارة المالية، بجمهوية سلوفينيا للتعاون في مجال تبادل التحريات المالية الخاصة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، كما قرر المجلس الموافقة على انضمام المملكة العربية السعودية إلى معاهدة قضاء الأحكام الجنائية في الخارج فيما بين الدول الأمريكية لعام 1993م. وأقر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الزراعة ووزير التجارة والصناعة، في شأن اقتراح أن يوكل إلى وزارة الزراعة كل ما يتعلق بأعمال مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج، قرر المجلس أن تتولى وزارة الزراعة كل ما يتعلق بأعمال مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج، على أن تعد وزارة الزراعة التصور والآليات اللازمة للمرحلة القادمة لمبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج، وترفع إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها، وذلك خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ صدور القرار.