لا جدال في أن الهواتف الذكية تعتبر أدوات عظيمة لها فوائد جمة في حياتنا العملية، تمتد لتشمل استخدامها في قراءة البريد الإلكتروني أو مع مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في قراءة الكتب الإلكترونية. إلا أن معظم مستخدمي تلك الأجهزة سيوافقون بالتأكيد على أن استخدامها لتصفح مواقع الإنترنت هو في الأغلب ممارسة تبعث على الضجر والإحباط. فالمواقع التي لم تراعِ مستخدمي الهواتف الذكية عند تصميمها، تظهر نصوصها وروابطها بحجم صغير على شاشات الهواتف، وعند تكبير النصوص يضطر مستخدم الهاتف إلى التحرك من يمين الشاشة إلى يسارها، كما يجد صعوبة كبيرة في استخدام أصبعه السميك لاختيار رابط معين للوصول إلى الصفحة المطلوبة؛ نظرا لتقارب الروابط مع بعضها. لقد أصبح مراعاة تلك الأمور عند تصميم واجهة مواقع المكتبات ذا أهمية تفوق التصميم الجمالي لواجهات هذه المواقع، وتلجأ المكتبات للعديد من الحلول لمواجهة ذلك، فتقوم بعض المكتبات بتطوير أو شراء تطبيق خاص بالمكتبات يقوم المستخدم بتنزيله على هاتفه النقال واستخدامه لتصفح موقع المكتبة، مع تطوير موقع آخر للمكتبة يكون تصميمه ومحتواه مناسبا لمستخدمي الهواتف النقالة، بحيث يتم تحويل طلبات التصفح التي تصدر منها أوتوماتيكيا إلى هذا الموقع. كما تلجأ بعض المكتبات إلى حل آخر يقوم على تصميم موقعها بطريقة مرنة، بحيث تتغير واجهة الموقع بناء على حجم شاشة الهاتف الذي يستعمله المستخدم، ويتم التحقق من ذلك فوريا مع كل طلب للتصفح، ثم تغيير تصميم واجهة موقع المكتبة لكي تتوافق مع هذا الحجم. ويتميز هذا الأسلوب عن السابق بأنه يحفظ تصميم الموقع الذي يكون معتمدا على محتواه، وليس على حجم شاشة الجهاز الذي يستعمله المستخدم في التصفح، كما أنه يقدم نفس المحتوى لكل المستخدمين بصرف النظر عن أنواع الأجهزة التي يستخدمونها، حاسوب مكتبي أو لاب توب أو هاتف نقال. هذا فضلا عن أن عنوان أي صفحة لا يتغير بتغير الجهاز الذي يستعمله المستخدم، وهو حل لا يحتاج لتنزيل تطبيق معين، أو تحويل طلبات التصفح لموقع خاص بالهواتف النقالة بما قد يصاحب ذلك من خطوات وسيطة. لقد ازدادت مسؤولية المكتبات، ولم تعد قاصرة على إتاحة فهارسها ومقتنياتها على مواقعها على الإنترنت، بل امتدت لكي تشمل إتاحتها لمستخدميها من حاملي الهواتف النقالة الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم. (*) أستاذ علم المعلومات جامعة الملك سعود، عضو مجلس الشورى