بأي شكل كانت نهاية النظام السوري فإن تركيا سيكون لها الدور الأبرز في التحولات المقبلة في سورية ولبنان، وهذا بالتأكيد يطمئن الغرب فيما يخص السلام في المنطقة، وهذا ما يخيف إيران فتغيير المعادلة الإقليمية لصالح تركيا ومحاصرة إسرائيل بالسلام سيفقد إيران الكثير من الأوراق، وهذا قد يدفعها للتهور مستندة على الإسناد الروسي والصيني. من الواضح أن الأسد وأنصاره من الملالي ومن تبعهم لا يدركون طبيعة الصراع الحالي، ويبدو أنهم خارج التاريخ، ويعانون من معضلة الأنظمة الشمولية التي قادت صدام حسين إلى هزيمة نكراء، وبمتابعة مواقف روسيا نجد أنها تبدأ قوية ومتحفزة للدفاع عن حلفائها، وتنتهي بعقد صفقات لتعظيم مصالحها، أما الصين فلن تتورط في حرب من أجل النظام السوري. ويبدو لي أن لدى بكين خوفا من التحولات في العالم العربي، وتريد جعل سورية عينة معملية مؤلمة ولديها تخوفات من إسقاط النظام الإيراني لاحقا لأن الموجة ستصلها ولو بعد حين. الاندفاع الصيني الروسي في تغطية جرائم نظام الأسد وحلفائه، ومحاولة إنقاذه لم تعد مجدية ونتائجها ستكون مضرة بمصالحهم في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، ومهددة للأمن والسلم العالميين، وقد يخسرون إيران في حالة دفعها إلى حرب لحماية النظام السوري. فالجحيم السوري سيكون المدخل لثورة إيرانية. بكل الحسابات النظام السوري صار عبئا على المنطقة حتى على ملالي طهران. فتورط إيران سينهكها والشعب الإيراني من أكثر الشعوب الإسلامية تمردا على حكامه، وينتظر اللحظة المناسبة لحسم أمرة في ظل نمو جيل جديد لم يعد قادرا على التعامل مع رجال الدين، وستكون المذابح في إيران فظيعة بحكم تركيبة النظام. وهذه المذابح ستنهي حكم الملالي للأبد. الصين وروسيا بحاجة إلى استيعاب أن التغيير في إيران ونهاية شبكة الملالي التي تنشر الفوضى في المنطقة سيفتح فرصا رائعة للجميع، وسيتحرك اقتصاد منطقة الشرق الوسط، والاقتصاد العالمي. وفي حالة الإصرار على دعم الظلم من قبل بكين وموسكو فإن منطقة الشرق الأوسط بالكامل ستتحالف مع الغرب وتنبذهما وهذا سيضر بمصالحهما لا محالة.