أستطيع أن أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنه لو قامت مائة هيئة وطنية لمكافحة الفساد من دون إسهام المواطن والمقيم بالتبليغ والإعلام عن من لا يخشون إلا ولا ذمة، لما استطاعت الهيئة أن تحقق ولا عشرة في المائة من أهدافها. فتعاون المواطن والمقيم مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد له أهمية بالغة شريطة أن يكون التبليغ عن الوقائع أو الإعلام بها موثقا بشواهد ودلالات تمكن الهيئة من إكمال المهمة بكل ثقة. معالي الأستاذ محمد عبد الله الشريف أوضح في حديثه الذي نشرته «عكاظ» الأربعاء 2/11/1433ه أن ارتفاع تكاليف المشاريع أضعاف تكاليف المشاريع في العالم، وعن وجود بعض المواد في بعض الأنظمة تساهم في إيجاد فساد منها على سبيل المثال نظام المشتريات الحكومية والتعليمات وأنظمة الجوازات، قال: «موضوع تكاليف المشاريع لدينا أكثر مما هي في مكان آخر وأظن هذا مطروحا وهو انطباع وشعور موجود حتى لدى مسؤولي ومنسوبي الهيئة، لكننا لم نقف على شيء بأدلة وبراهين تؤكد أن هناك مبالغة مقصودة في بعض المشاريع، لأنه إذا كانت هذه المشاريع تطرح بموجب منافسة عامة، ونظام تأمين المشتريات ينص على أن المبدأ العام هو المنافسة وهو الأخذ بالعرض الأقل المستوفي للشروط». أما أنواع الفساد التي يتشكى منها المجتمع فهي بعدد شعر الرأس غير أن إثباتها غير متيسر لأن الجانب الآخر يريد أن يقضي عمله ويخشى إن بلغ أن تتعطل مصالحه ويتجنب موظفو الإدارات الأخرى التعامل معه .. وفي إجابة لمعالي الأستاذ محمد الشريف عن أنواع الفساد التي اكتشفتها الهيئة قال: «أنواع الفساد تأخر في التسليم وتنفيذ سيئ للمشاريع، ونادرا ما يتم تنفيذ المشروع بالشروط المنصوص عليها في المواصفات وهذا نتيجة ضعف الرقابة وحصل أن مديرا لإحدى الجهات بإحدى المناطق لا يعرف موقع بعض المشاريع وقد يكون هناك فساد بين المقاول والمشرف والجهة الحكومية وفي معظمها السبب الإهمال الشديد وكذلك المقاولات من الباطن». وحول اتخاذ إجراءات صارمة في حق المتسببين بالفساد بمختلف أصنافهم والتشهير الحقيقي بهم أكد أنه ليس من حق الهيئة أو غيرها التشهير لأن التشهير عقوبة والمتهم بريء حتى تثبت التهمة وتضمين التشهير في القضاء من قبل المدعي العام والطلب بذلك باستثناء الأمرين الملكيين لوزير التجارة بالتشهير في التلاعب بالأسعار». وأعود لما بدأت بأنه لو قامت مائة هيئة لمكافحة الفساد ولم يتعاون معها المواطن والمقيم بالتبليغ والإعلام لما استطاعت الهيئة أن تكشف من بلايا الفساد ولا ما يساوي الجهد الذي بذل في تعقبه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة