رد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف، حول ما يشاع في الفترات الأخيرة في الأوساط الاجتماعية من أن دور الهيئة محدود على القضايا الصغيرة، بأن «الهيئة لن تتوانى في مكافحة الفساد سواءً ارتبط برؤوس كبيرة أم صغيرة». وحول أسباب عدم التشهير بمن وراء اختلاس كميات كبيرة من اللقاحات والأمصال والأدوية والأجهزة الطبية من مستودعات إحدى المديريات الصحية في وزارة الصحة، قال الشريف في لقاء تلفزيوني على قناة دليل أول من أمس (الجمعة)،: «التشهير بحد ذاته عقوبة، كما أن عقوبته متعدية وتأثيرها لا يقتصر على الشخص نفسه إنما تتعداه إلى أسرته وأقاربه»، مستدركاً: «التشهير يكون إذا تضمن الحكم القضائي ذلك»، مبيناً أنه «لو ذكرت اسم المنطقة، فمعنى هذا أنه تشهير بالأشخاص العاملين في المستودع، إذ انه لا يجوز أن يذكر اسمه إلا أن يصدر حكم قضائي بإدانته والتشهير به». وحول «التغاضي عن الرؤوس الكبيرة في الفساد والاتجاه للرؤوس الصغيرة مثل مدير مستودع أو موظف على البند الرابع في البلدية»، كما طرح مقدم برنامج «البيان التالي» عبدالعزيز قاسم على قناة دليل، قال الشريف: «المكافحة تشمل الرؤوس الصغيرة والكبيرة، ولن يستثنى كائناً من كان كما جاء في توجيهات خادم الحرمين الشريفين»، مضيفاً: «اصطياد الفاسدين ليست مهمة الهيئة فقط، اذ ذكرت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد أن الكل شريك ويجب أن يقوم الكل بدوره من سواءً أكان مسؤولاً أم مواطناً أم رجل أعمال أم دعاة أم علماء أم إعلاميين أم معلمين، كما نصت الاستراتيجية أن تتضمن مناهج التعليم نصوصاً تحث على النزاهة وحماية المال العام». من جهة أخرى، قام رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بزيارة رئيس المحكمة العليا الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الكلية في مكتبه صباح أمس، وتم خلال الزيارة بحث أوجه التعاون بين المحكمة العليا والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، «تقديراً من الهيئة للدور الذي يقوم به العلماء في تقوية الوازع الديني والأخلاقي لدي أفراد المجتمع، وحثهم على الالتزام بالنصوص الشرعية، والتقيد بالأنظمة التي تسنها الدولة، وتحذيرهم من مغبة الفساد، وما وعد الله به المفسدين من عقاب في الدنيا والآخرة». وبحث الشريف، بحسب بيان أصدرته الهيئة أمس، مع الشيخ الكلية، «الأساليب المثلى لتوعية الناس في وسائل الإعلام المختلفة، وما تقوم به الهيئة حالياً من توعية للناس عبر الرسائل التوعوية، التي تنشر في الصحف»، مبيناً له الآلية التي تنتهجها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، في استقبال البلاغات، التي تردها من المواطنين والمقيمين على حد سواء، وكذلك آلية متابعة المشاريع العامة. ونبه إلى الأضرار التي «تسببها ظاهرة الواسطة غير الحميدة المنتشرة في المجتمع، نتيجة جهل بعض أفراده، لكونها نوعاً من أنواع الفساد يحتاج إلى تحفيز دور الأسرة والمدرسة والمجتمع، للتوعية بخاطر الواسطة».