خلف الكواليس المذيع يثرثر مع الضيف قبل البث المباشر: أين كنت يا رجل، مضى زمن على آخر مقابلة هاتفية بيننا؟ الضيف: الحرب تشد أوزارها، وهي من أخصب مواسم ظهورنا في شاشات التلفاز. المذيع يقهقه بصوت عال: مصائب قوم عند قوم فوائد..! دمية فله احتقنت الدمعة في الحدقة، قبل أن يبصق جوفها نفحة الحسرة وأصابعها تتواتر بين صفحات الجريدة، جرت نحوها الطفلة وبحوزتها دمية فله، فقالت ببراءة: ماما، أريد أن أقدم دميتي فله للطفلة التي رأيناها تبكي في الصورة..! فاض لسانها يلوك، وهي تدفعها إلى صدرها بقوة: اللهم احفظ قرة عيني من كل سوء.. مزاجي خارج حدود الأرض نعم.. لقد اعتاد علي الناس هنا.. بل امتدت صداقات عديدة بيني وبينهم.. صحيح لم نتبادل سوى النظرات لكنها ألا تكفي..! ثم ماذا تفيدني تلك الصداقات الممزوجة بكلام لزج نصفها بلعاب الكذب.. ونصفها الآخر بصاق شكاوى؟! يصعب علي حقا أن أتعاطى مع أحد ما حين يكون مزاجي خارج سيطرتي.. أو خارج حدود الأرض، بل خارج المقعد الذي اعتادني.