منذ البداية.. لا بد أن أؤكد على أمرين هامين هما: أولا: أن المعلم هو المستقبل.. هو التنمية.. هو البنية الأساسية للدولة أي دولة .. وللمجتمع أي مجتمع. ثانيا: أن هذه الوظيفة هي الأهم.. والأخطر.. والأولى بالاهتمام والرعاية في أي دولة.. وفي أي بلد .. لأنها هي التي تصنع لنا كل مؤسسات الدولة.. وهي التي تشكل كل مكونات المجتمعات. ولأنني أؤمن بأهمية وخطورة هذه الوظيفة.. فإنني أستطيع أن أفهم لماذا تتميز بعض الدول والمجتمعات.. ولماذا تعاني دول ومجتمعات أخرى من خلخلة شديدة في مكوناتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. أدت وتؤدي إلى مفاسد.. تقود إلى الانهيار في النهاية.. وسؤالي الآن.. ونحن نشارك العالم في يوم المعلم هذا اليوم.. أين نحن من النموذجين؟! ولماذا نحن كذلك..؟! هل يعود السبب إلى نظرتنا لوظيفة «معلم».. أو إلى عجزنا عن إدراك أهمية وخطورة هذه الوظيفة.. وبالتالي تعرض المؤسسة التربوية والتعليمية لشيء من الضعف المبكر.. والمتراكم.. والمتعاظم في الخمسين سنة الماضية؟ هذا السؤال وغيره.. يشير إلى أنني قلق أشد القلق على بلدي وعلى مجتمعي.. وعلى مستقبل الأجيال القادمة.. وأنه لا يمكن لهذا القلق الذي يشاركني فيه الكثيرون أن يزول إلا إذا أعيد النظر بشكل جذري في التخطيط للعملية التربوية والتعليمية في بلادنا.. وأن هذه الإعادة الجذرية لا ينبغي أن تكون فقط مجرد مراجعة.. أو تعديل.. أو استبعاد.. أو إضافة.. وإنما ينبغي لها أن تكون أبعد.. وأعمق من كل ذلك..لأن النظام التعليمي كما قلت في البداية هو المستقبل.. وبالتالي فإن الطريق إلى الإصلاح الشامل يبدأ بتغيير النظام التعليمي ووضع أسس وقواعد.. ومعايير علمية.. ومهنية رفيعة لإنجاز نظام تعليمي يحدد ما يجب أن تكون عليه البلاد في المستقبل.. لأنه إذا تمت إعادة كتابة هذا المستقبل.. بتغيير منهجية التفكير العام.. فإنه يمكن إصلاح بقية مؤسسات المجتمع والدولة.. وكذلك أنماط التفكير السائدة بيننا.. وبدون هذا التحول الأساسي والجذري.. فإننا سنظل نضع أيدينا على قلوبنا.. ونحن ننظر إلى حال المعلم.. تكوينا وثقافة.. وقدرة على التفكير والخلق.. وعطاء محدودا.. وإذا حدث هذا.. فإن وظيفة «معلم» ستصبح الأغلى.. وأن المعلم سيكون في المستوى الذي يجعله أداة تغيير المجتمع كله. *** ضمير مستتر: ليس من السهل أن نصنع عقولا خلاقة.. وإن كان الأهم هو أن نؤمن بضرورة هذا الخيار أولا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]