الأجاويد الشعبي، أبو جعالة، الجبلين، الفاو، العبور، المحاميد، أم السلم من الأحياء التي تعاني من نقص في بعض الخدمات ويطمح سكانها إلى تحسين وضعها لتتواءم مع حجم وظروف سكانها المعيشية ومعالجة السلبيات التي تشكل عائقا كبيرا في سبيل تطورها نحو الأفضل كما أن تلك الأحياء الواقعة في شرقي المحافظة باتجاه العاصمة المقدسة تشهد انتشارا واسعا للأحواش المهجورة وازديادا ملحوظا في أعداد العمالة السائبة والمجهولة التي وجدت فيها مكانا آمنا للعمل والسكن بعيدا عن أجهزة الرقابة وبالرغم من الهدوء الذي يعيشه سكانها من المواطنين إلا أنهم يتطلعون إلى التطور والتنظيم والارتقاء بمستوى الخدمات لتواكب بقية الأحياء في جدة على اعتبار أنها امتداد طبيعي لها وتشكل همزة الوصل التي تربط جدة بالعاصمة المقدسة. ويرى محمد العتيبي أن تلك الأحياء شكلت نقطة جذب مهمة لأبناء البادية ومحدودي الدخل في أوئل التسعينات الهجرية ويشير العتيبي إلى أن الوضع رغم قسوة الظروف لتدني مستوى الخدمات البلدية والنقص الحاد في المياه لعدم وجود شبكة عامة مازال ملائما ماديا للسكان الذين يتطلعون إلى الحصول على الخدمات التي تفتقر لها أحياؤهم ويطالب العتيبي الجهات المعنية في الأمانة والطرق وبقية الجهات بالإسراع في النهوض بتلك الأحياء وتطويرها لافتا إلى أنها تقع في نطاق منطقة حيوية تربط جدة بالعاصمة المقدسة وممر لقوافل الحجيج والمعتمرين. من جانبه يقول منصور الحربي من سكان المحاميد إن الحي والأحياء المجاورة بحاجة إلى زيادة مستوى الخدمات البلدية وخصوصا إنشاء شبكة للمياه بالإضافة إلى متابعة وضع العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل والمجهولين الذين وجدوا في مواقع الأحواش والكسارات القديمة التي أصبحت خارج الخدمة مخبأ آمنا للتخفي عن أعين الجهات المعنية ويؤكد أن أعدادا كبيرة من أبناء الجاليات الآسيوية استغلوا تذبذب الرقابة الميدانية للأجهزة البلدية وحولوا بعض الأحواش التي نجحوا في استئجارها بمبالغ زهيدة إلى مصانع للطوب والأبواب ومخازن للمخلفات إلى جانب تخصيص أجزاء من تلك الأحواش للسكن ويشير إلى أن أعداد العمالة زادت بشكل لافت في العامين الأخيرين وافتتح عدد منهم محلات لبيع وتأجير المواد والآليات اللازمة للبناء إضافة إلى عمل مجموعة منهم لحسابهم الخاص في البقالات والمغاسل والمطاعم ما أدى إلى سيطرتهم بشكل واضح على الوضع التجاري في المنطقة بسبب غياب الأجهزة الرقابية وتدني مستوى المتابعة بشكل عام. من جهته انتقد علي القحطاني ضعف الخدمات البلدية والأمنية بشكل عام في أحياء طريق مكة القديم تحديدا أم السلم والعبور والفاو والمحاميد وقال إن هذه الأحياء تعاني من قلة التواجد لدوريات الأمن والرقابة البلدية ما أدى إلى تنامي أعداد المجهولين والعمالة السائبة الذين وجد بعضهم في الأحواش المنتشرة في أطراف المنطقة مواقع لممارسة تخزين وبيع السكراب والكراتين والمخلفات المعدنية وقال القحطاني «الوضع لم يتوقف عند هذا الحد بل تحولت الأجزاء الجنوبية من تلك الأحياء الواقعة على طريق الحرمين تحديدا حي العبور إلى ممر للعاملين في تهريب المخالفين والمجهولين وذلك باختراق أزقته وشوارعه لتجاوز النقطة الأمنية في جسر الإسكان الجنوبي» . من جهته تساءل سعيد الزهراني عن أسباب غياب بعض الأحياء الشعبية التي يقطنها أعداد من محدودي الدخل عن خارطة التطوير وجولات المعنيين في الأمانة والمجلس البلدي رغم الإشارة إليها في عدة وسائل إعلامية وعدم تجاوبهم مع شكاوى وملاحظات سكانها وقال إن جميع الأحياء الشعبية الواقعة شرق جدة كالحرازات والعبور والفاو والمحاميد تعاني من نقص في الخدمات الصحية رغم الكثافة السكانية حيث لا يوجد مركز صحي أو مستوصف كما أن مباني المدارس للبنين والبنات قديمة ومستأجرة وغير ملائمة للنهضة التعليمية، إضافة إلى انتشار البائعات من الجالية الأفريقية في محيطها مما يشكل خطرا على صحة أطفالنا وطالب الزهراني الجهات المعنية في المجلس البلدي بسرعة الوقوف ميدانيا لرصد الملاحظات والخلل الذي تعاني منه تلك الأحياء في جانب الخدمات. وإلى جنوب طريق الحرمين وأحياء العبور، الفاو، أم السلم والمحاميد في الجهة المقابلة تخفي السلسلة الجبلية من خلفها مخطط الأجاويد الشعبي والألفية ويخترقها الطريق الوحيد الذي يصلها بإلاسكان الجنوبي ومخطط الطحلاوي والسنابل هذا الطريق غير المعبد يمر في بدايته بعدد يفوق المائتي حظيرة للمواشي أقيمت على جانبي السلسلة الجبلية فيما تظهر أكوام عديدة من الأكياس المحشوة بفضلات المواشي تتعالى منها الأدخنة جراء احتراقها بعد أن أضرم فيها النارعمال الحظائر للتخلص منها ما أدى لانتشار الروائح الكريهة في المنطقة والتسبب في إزعاج السكان الذين شيدوا مساكنهم هناك وقال سعود البقمي إن معاناتنا كبيرة بسبب الحظائر التي تسببت في نشر البعوض والحشرات والروائح وأزعجت أسرته إلى حد التفكير في الارتحال من المنزل الذي كلفه الكثير وأشار البقمي إلى أن هذه الحظائر إضافة إلى التلوث الصادرمنها يعمل فيها عدد كبير من العمالة المجهولة يقوم معظمهم بإحراق الإطارات التالفة التي يتحصل عليها من إحدى محطات الوقود المجاورة لاستخراج المعادن لافتا إلى تقديم الأهالي أن بلاغات عدة للجهات المعنية في الإمانة والشرطة إلا أن التجاوب لم يكن إيجابيا. من جهته قال عوض الشهري إن حظائر المواشي شرق الأجواد الشعبي تعاني تزايد عدد العمالة المجهولة الذين دخلوا عن طريق التهريب إلى البلاد ووجدوا في العشش التي أنشأها أبناء جلدتهم في رؤوس الجبال مأوى للاختباء والاحتماء بوعورتها من الإجهزة الأمنية وأشار إلى أن معظمهم يمارس التسول في المحطة المجاورة للحي بينما يعمل عدد منهم في حراسة الاستراحات والحظائر لافتا إلى أن الشكوى التي قدمها الأهالي إلى الأمانة والشرطة لإزالة الحظائر وضبط العمالة المخالفة وتكليف ملاك المواشي بالانتقال بها إلى الخمرة جنوبجدة في فترة سابقة كانت نتائجها إلى حد ما إيجابية إلا أن أصحاب الحظائرعادوا فيما بعد لبناء حظائر لمواشيهم من جديد. بدورها أكدت أمانة جدة منع مثل هذه التصرفات السلبية المتمثلة بإيجاد حظائر للمواشي داخل الأحياء السكنية وأشارت إلى متابعة مراقبيها في البلديات الفرعية لهذه المخالفة وجميع المخالفات البلدية التي تتسبب في الأضرار بالبيئة والصحة العامة وأكدت أنه سيتم في حال ضبط أي مخالفة بهذا الحصوص توجيه الفرق الميدانية لإزالة هذه الحظائر في أسرع وقت لرفع الضرر عن السكان. من جهته أوضح المتحدث الأمني لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد إن الشرطة لها دوريات سرية وأخرى رسمية تعمل على مدار الساعة في متابعة الظواهر السلبية والمواقع التي تعاني من وجود العمالة السائبة بالتعاون مع أجهزة البحث والتحري على ملاحقة وضبط المخالفين والجناة وتسليمهم إلى جهة الاختصاص لإكمال اللازم حسب النظام وطالب العميد الجعيد المواطنين بالتعاون مع رجال الأمن والإبلاغ عن أي مخالفة يتم رصدها من قبل أي وافد مع الحرص على عدم تشغيل أو إيواء أي متخلف لا يحمل إقامة نظامية مبينا أن هذه مخالفة يعاقب عليها النظام. من جهته قال المتحدث الأمني لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد عبدالله الحسين إن لدى إدارة الجوازات خططا دورية لمتابعة جميع الأحياء السكنية في جدة وتنفيذ حملات دورية منفردة لإدارة الجوازات أو حملات مشتركة مع مجموعة من الجهات ذات الاختصاص الجوازات والشرطة وإدارة المجاهدين والهلال الأحمر وكذلك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمرور لملاحقة المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وطالب المواطنين والمقيمين بالتعاون مع الجوازات بعدم إيواء أي وافد مخالف لأنظمة الإقامة أو متخلف من العمرة وكذلك عدم التعامل مع العمالة المخالفة أو استخدامهم مشددا على أنه لو امتنع الجميع عن الاستعانة بهؤلاء المخالفين لما زادت أعدادهم بالشكل الذي يهدد أمن وأمان المواطنين وأشار إلى ضرورة تعاون الجميع بسرعة الإبلاغ عن أي مخالف يتم استخدامه في أي موقع أو حي سكني بالاتصال فورا على الرقم (992) مؤكدا على أنه سيتم التعامل مع أي بلاغ على وجه السرعة وذلك حرصا على أمن الجميع وسلامتهم.