قال أحد أساتذتي إبان فترة الدراسة في الجامعة وكان حينها عائدا من دراسته في الخارج أن ابنه الصغير هناك كان هو الذي يوقظه لصلاة الفجر كل يوم ويكون قد لبس ملابس المدرسة واستعد بحقيبته باكرا حتى يصل باص المدرسة، ولكن الحال قد تغير رأسا على عقب بعد العودة، فقد أصبح استيقاظ ابنه وذهابه للمدرسة أشبه ما يكون بسياسة الأرنب والجزرة، فهي معاناة يومية يتخللها حزمة من المعززات والحوافز والتحايل وغيرها مما يمكن أن يكون مقنعا كي يذهب الصغير العزيز إلى مدرسته الجميلة كما نراها نحن كذلك أو قد أوهمنا أنفسنا بأنها كذلك لكن جدلا لم يقتنع صغيرنا للوهلة بأنها فعلا جميلة فهل نصدق أنفسنا أو نصدق عيون طفلنا وبراءته. وهنا السؤال .. لماذا حال هذا الطفل قد تغير بمجرد عودته للدراسة في مدارسنا بينما كان هناك في الخارج على حال آخر؟ لا شك أن هذا الطفل يمثل حال الكثيرين من أقرانه في مدارسنا ولا نقول كلهم. ويبقى السؤال الذهبي لماذا طلابنا لا يحبون المدرسة؟ ولك أن تسأل طفلك أو طفل جارك أو قريبك هل تحب المدرسة؟ غالبا سيكون الجواب .. لا . وعندما تسأله عن السبب فقد يقول لك بكل براءة ما أحبها وبس. وبالتالي لا بد من الوقوف على الأسباب المنفرة لطلابنا من المدرسة وإيجاد الحلول والمرغبات والبدائل عما تعيشه مدارسنا وواقعها الذي لم يتغير منذ سنين، نريد دراسات علمية وبحوثا واستبانات يقوم بها متخصصون لا تنقصها الشفافية والموضوعية والمصداقية وتكون من الميدان التربوي أي من المدارس نفسها حتى نرتقي بعقول أطفالنا من خلال إقبالهم وحبهم للمدرسة على قاعدة من حب شيئا أتقن صنعه، ولا ننس الذين في الميدان من التربويين من معلمين كذلك اختيار القيادات التربوية من مديرين ومشرفين وغيرهم ممن يقودون دفة ركب التعليم على الكفاءة. وهنا يجدر بنا أن نهمس في أذن كل معلم ومعلمة وكل مدير ومشرف الله الله في طلابكم علموهم ووجهوهم وربوهم التربية الصالحة وكونوا لهم القدوة الحسنة، فأنتم مثلهم وقدوتهم، فكونوا خير قدوة لهم تكسبوا أجر ذلك في الدنيا والآخرة وتروا أثره على أطفالكم بالبركة والتوفيق والصلاح. راجح ناصر البيشي (جدة)