عناية الدولة السعودية منذ تأسيسها وقيامها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله بالحرمين الشريفين واضحة صريحة تكشف مدى الحرص الأكيد والاهتمام بهما وبالمقدسات الإسلامية وزوار وحجاج بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. لم يكن ذلك إثر تعدد الموارد وكثرة الخيرات وغناء وثراء الدولة بل إن الملك عبدالعزيز في أوائل ملكه وحكمه بادر رغم موارده القليلة سنة 1348ه إلى عمل جليل في المسجد الحرام لمعالجة آثار التلف الذي ظهر في هبوط بعض أروقة الصحن في المسجد الحرام نتيجة الأمطار الغزيرة، وفي سنة 1350ه أمر رحمه الله بإصلاح الخلل الذي وقع في بعض الأعمدة والسواري الشرقية والغربية والصحن وذلك بوضع أطواق من الحديد على ما تلف منها. وفي سنة 1368ه أعلن الملك عبدالعزيز رحمه الله نيته ورغبته وعزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف. وبالفعل تم تجهيز التصميمات اللازمة لتلك التوسعة السعودية الأولى وقام الملك سعود بالنيابة عن والده سنة 1372ه بوضع حجر الأساس للعمارة والتوسعة تلك. وتم افتتاحها في حفل إسلامي بهيج كبير سنة 1375ه على يد الملك سعود رحمه الله. ثم أمر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله سنة 1393ه بتوسعة جديدة للمسجد النبوي نتيجة الأعداد المتزايدة والحاجة لذلك. كما في عهد الملك خالد رحمه الله أمر بإزالة بعض المباني وتظليل بعض الساحات المحيطة استكمالا لتوسعة الملك فيصل رحمهما الله. وفي عهد الملك فهد رحمه الله تم وضع حجر الأساس للتوسعة السعودية الكبرى في يوم الجمعة 15/2/1405ه لتتضاعف مساحة الحرم النبوي إلى عدة أضعاف. ثم جاءت التوسعة السعودية الثالثة وهي كبرى التوسعات التي وضع حجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا وسوف تكون توسعة تاريخية بكل المقاييس نتيجة المساحة الكبرى والأعمال والتصاميم التي سوف تقوم بها. إن من أعظم الدلالات على هذه التوسعة التاريخية أنها تبقى شاهدا تاريخيا حسيا على عناية الدولة السعودية المباركة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنها جاءت إثر ذلكم الفيلم المسيء المشين ليعبر بوضوح عن المكانة الكبرى للحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن مسجده وعرصاته تبذل لها المليارات لوصول المسلمين إليها بيسر وسهولة. الدولة السعودية لم تتردد حتى في ضرائها عن خدمة الحرمين الشريفين والعناية بهما. أما في وقت سرائها كما هو الحال اليوم فهو أولى الأولويات وخير المصروفات وأعلى القامات شرفا. والنفقة فيه مخلوفة بإذن الله. ويروى عن الملك فهد رحمه الله أن المملكة كانت تمر بظروف اقتصادية إبان البدء بالتوسعة التي أمر بها رحمه الله وقال البعض لو تم تأجيلها حتى تتحسن الأوضاع الاقتصادية نتيجة الحرب العراقية الإيرانية. وكان رد الملك فهد رحمه الله واضحا وحاسما أن الله سيغنينا إن نحن صرفنا على الحرمين الشريفين. وبالفعل فما زادت تلك التوسعة هذه الدولة سوى خير تلو خير وثبات واستقرار مشهود بحمد الله. إن التوسعة السعودية الثالثة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي كما سيشير الراصدون والمحللون بأنها سوف تكفي لحاجة أكثر من خمسين إلى مائة عام تقريبا. ستبقى كذلك شاهدا حيا على الرعاية الكريمة التي يحظى بها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل هذه الدولة المباركة. ما أرجوه وآمله من الشركة المنفذة وهي شركة بن لادن التي عاصرت ورافقت التوسعات السعودية أن يتم حالا تصوير المسجد النبوي قبل بدء التوسعة ليشاهد العالم لاحقا التوسعة الجديدة ومقارنتها بالمساحة الحالية للمسجد النبوي. كما أرجو أن يتم إقامة معرض للمسجد النبوي يحكي قصة التوسعات السعودية والعناية بالمسجد النبوي ويطلع الزوار من خلاله على صور للمسجد النبوي قديما وحديثا. خصوصا أن شركة بن لادن تحتفظ بكم هائل من الارشيف الضخم للحرمين الشريفين وصور نادرة لهما. إن حقنا كمسلمين وننتسب لهذه البلاد المباركة وقيادتنا الرشيدة أن نفاخر بدولتنا التي سخرت إمكاناتها لخدمة الحرمين الشريفين والعناية بهما وجعلت ذلك أولى الأولويات فأكرمها الله بالخيرات والمكانة المرموقة بين دول العالم أجمع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة