عقد برلمان الشباب قبل موسم حج هذا العام لمحاكاة العمل التطوعي في الحج تحت عنوان (خدمة الحاج .. بين شرف الانتماء ومسؤولية الأداء) وبمشاركة أكثر من 30 شابا من مختلف الجهات التطوعية في موسم الحج ومسؤولي الجهات الكشفية ومؤسسات الطوافة ومشروع تعظيم البلد الحرام تحت عنوان (شباب مكة في خدمتك). تداول المشاركون واقع الأعمال التطوعية التي تتجلى في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن وملامستهم ملامسة أخوية تشعرهم بالأمان والاطمئنان في هذه البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج بكل سهولة ويسر، بالإضافة إلى مناقشة أهم وأبرز العقبات والمعوقات التي تواجه الشباب خلال مشاركتهم في برامجهم التطوعية والمأمول من هذه البرلمان تلبية رغباتهم والوصول إلى تحقيقها. وكشف المسؤولون المشاركون في البرلمان الشبابي عن أهم الأعمال التطوعية التي تهم الشاب ليقدمها في خدمة الحاج والمعتمر في موسم الحج، بالإضافة إلى دعم المتطوعين من حيث إخضاعهم إلى دورات تدريبية حديثة تساعدهم على كيفية التعامل مع ضيوف الرحمن، ولاسيما أن الأراضي المقدسة تحتضن الملايين من ضيوف الرحمن من جميع بقاع العالم بلغات مختلفة، لذلك لابد من إخضاع المتطوع لدورات تجعلهم ملمين إلماماً شبه كامل في حسب التدبر والمخاطبة مع الحاج، مطالبين بتقيد الشباب العاملين في الميدان للعمل التطوعي حسن المعاملة لوضع بصمة مشرفة لشباب مكةالمكرمة في نفوس ضيوف الرحمن. خالد سابق (الممثل عن مؤسسات الطوافة) دور مؤسسات الطوافة في تأهيل الكوادر القادرة على خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج ولا يخفى على الجميع أن دولتنا الكريمة لها الفضل الكبير بعد الله في دعم هذه المؤسسات لإخضاع هذه الكوادر للدورات التدريبية بشكل كامل وتهيئة الأجواء المناسبة للعمل تحت منظومة العمل التطوعي الموحد الذي تشرف عليه وزارة الحج وصرف المكافآت التحفيزية للشباب المشارك في الأعمال التطوعية، وأشار سابق إلى ضرورة دعم الكوادر المشاركة في الأعمال التطوعية من أجل تمكينهم من تغطية تكاليف بقائهم في الأراضي المقدسة طيلة فترة الخدمة التي يقدمونها لضيوف الرحمن ولاسيما للكوادر المشاركة من خارج مكةالمكرمة. وأضاف: الساحة التطوعية لا تزال تحتاج إلى المزيد من الشباب في العمل التطوعي والحجاج والزوار الذين يفدون من الخارج تتوجه أنظارهم إلى الشباب كيف يعملون وما هي الخدمات التي يقدمونها لضيوف الرحمن وقد تحول العمل الخيري خلال الثلاثين عاما الماضية من العشوائية إلى المنظم بسبب الدورات التي تطلقها المؤسسات المنظمة لإرشاد الكادر التطوعي لمعرفة حسن التدبر وكيفية التعامل مع الحاج وحتى مخاطبة إن استلزم الأمر بغير اللغة العربية والتي يصعب على الكثير من الشباب المتطوع إتقان المخاطبة بغير العربية. وأفاد تم تخصيص هواتف خاصة لمترجمين يتحدثون عدة لغات يتم التخاطب معهم مباشرة في حال مواجهة الشاب المتطوع بعض الإشكاليات التي يصعب تجاوزها فبالتالي يتم الاتصال على المترجم والتخاطب معه لمعرفة ما يريد إيصاله إلى الحاج وتقديم الخدمة له على الوجه الأكمل. وأكد على أن هذه البرلمانات تعتبر برنامجا تعليميا وتثقيفيا مهما تهدف إلى تعريف الشباب بمشاكل مجتمعهم وتتيح لهم فرصة المشاركة في الحياة العامة والإدارة المحلية ومجالات العمل التطوعي وسهولة التعامل مع ضيوف الرحمن والظهور بصورة لائقة تليق بشباب مكةالمكرمة. ووصف سابق أن البرلمان آلية من آليات العمل التطوعي توصل الشاب إلى مكانة عالية بين المجتمع وتصوير مكانته بين فئات المجتمع للتقيد بالتعليمات الواجب اتباعها في خدمة الحاج والمعتمر بالإضافة إلى توفير الأجواء المناسبة لتقديم الخدمة المناسبة للحاج. الشاب المتطوع والعمل بالأجر لابد من إبعاد الشاب بعيداً عن إطار العمل بالأجر لكيلا يكون هناك تقصير في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن وإيحائهم بالشرف العظيم الذي أنعموا به في خدمة ضيوف الرحمن ولاسيما أن هذا العمل له فضل كبير وتواب عظيم عند الله. خدمة الحاج شرف ووسام عثمان مدني (المسؤول الكشفي في مؤسسة جنوب آسيا) من أهم أعمال الكشاف تقديم الخدمات لضيوف الرحمن بالرغم من ضعف الحوافز المادية التي يتم صرفها لأفراد الكشافة والتي لا تتجاوز 1500 ريال إلا أن العمل التطوعي يهدف أولا الى خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء فريضة الحج عليهم بإرشادهم إلى الأماكن الصحيحة وإيصال التائهين إلى مقار سكنهم، مشيراً إلى أن من أولويات الفرد الكشفي العمل بالجهد الكامل في خدمة الحاج، واستدرك مدني موقفاً حدث مع أحد كوادر العمل التطوعي في الكشافة في أحد الاعوام الماضية، ألمت بالفرد الكشفي بعض الظروف الأسرية وهي وفاة أحد أقاربه وبالرغم مما حدث له من ظروف عائلية إلى أنه أصر على البقاء في خدمة ضيوف الرحمن ممتنعاً الرجوع إلى منزله والوقوف بجانب أسرته. وأضاف مدني: شعرنا جميعاً أن حب العمل التطوعي وخدمة ضيوف الرحمن قد انغرست في نفس هذا الشاب الذي صارع ألمه في وفاة أحد أقاربه والإصرار على ملازمة أصدقائه في المعسكر الكشفي من أجل خدمة ضيوف الرحمن والمساهمة في كسب الثواب والأجر العظيم الذي خصه ربنا سبحانه وتعالى لمقدمي الخدمة لضيوفه من الحجاج والمعتمرين. وأفاد عثمان أن الفرد الكشفي يحتاج إلى زيادة في الحوافز المادية التي تسلم له كهدية لخدمته ضيوف الرحمن في موسم الحج، مبيناً أن أغلب الكادر المتطوع والقادم من خارج مكةالمكرمة يواجه مصاعب كبيرة في توفير مستلزماته الخاصة التي تمكنه من العمل بكل جد ومثابرة لاسيما في موسم الحج لكثرة الضغوطات النفسية على الفرد الكشفي. وأبان أن العمل في بيئة الكشاف له رونق آخر بحيث يجد الكشاف المتعة في مساعدة الحاج وتقديم الخدمة له فهناك مواقف تحتاج إلى السير بالمركبات ولكن لصعوبة التنقل بها في موسم الحج وتحديداً داخل المشاعر المقدسة لحظة إرشاد الحاج التائه يقوم الفرد الكشفي بالسير مع الحاج التائه إلى مقر سكنه مستدلا بالخارطة الكشفية حتى إن كانت هناك مشقة فقط من أجل إرشاد التائه وخدمة الحاج. ووصف مدني عمل الكشافة في الحج أشبه بالعمل العسكري تماماً فالقوانين العسكرية تطبق على فرد الكشاف فوجه التشابه هنا أيضاً يكمن في خدمة الحاج فجميع الأطراف يعملون في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم العون والمساعدة لهم، مضيفاً أن من أساسيات الكشافة العمل من أجل كسب الثواب أولا وثانياً من أجل نقل صورة حسنة مشرفة لشباب مكةالمكرمة وزرعها في قلوب الحجيج لكي يتم التباهي بهذه المعاملة لدى بني جلدتهم في بلادهم وتبين الحفاوة التي استقبل بها شباب مكةالمكرمة الحاج لحظة وصوله لأداء فريضة الحج. وأضاف نحن كفريق متكامل من الكشاف نعمل على إخضاع الفرد إلى دورات تثقيفية تعليمية يتمكن من خلالها الكشاف تعلم بعض اللغات والإلمام ببعض الثقافة التي يتمكن من خلالها حسن التعامل مع الحاج وتلبية احتياجاته، مبيناً أن الحاج في حال مشاهدة الزي الموحد الذي يرتديه أفراد الكشافة يشعر بالراحة والطمأنينة ولاسيما أن تخاطب معه فرد الكشافة بنفس لغته بالإضافة إلى سهولة معرفة ما يحتاجه الحاج وتلبيته له على الفور. العمل الجماعي صلاح عبدالشكور (مدير القسم الإعلامي في مشروع تعظيم البلد الحرام والمسؤول عن مشروع «شباب مكة في خدمتك): من الضروري أن نرتقي بهذه الخدمة العظيمة ابتغاء لمرضاة الله والمساهمة في كسب الأجر والثواب فنحن في نعمة عظمى لنيل هذا الشرف الرباني في خدمة ضيوفه ويترتب على العاملين في مشروع تعظيم البلد الحرام ومشروع شباب مكة في خدمتك الكثير من الواجبات من أهمها الدخول إلى قلب الحاج ومعرفة متطلباته ومساعدته في تحقيقها ولاسيما أن الحاج يقدم إلى هذه الأراضي المقدسة من أجل أداء فريضة الحج تاركاً أهله وذويه بعيداً ولكن لحظة شعور الحاج بشباب مكة وهم محتفلون بقدومه، وملبين لاحتياجاته سرعان ما يشعر بالراحة والطمأنينة والأمان. وأضاف صلاح أن هناك بعض المتطوعين يقومون بزيارة المرضى والمعتمرين والحجاج في المستشفيات وتقديم الورود والهدايا لهم لتكون بلدا آمنا ومجتمعها مثالا يقتدى به في الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض والمعاملة مع الآخرين، مشيراً إلى أنه وبالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء وتحديداً حي المسفلة نقوم بعمل احتفالات بسيطة تتخللها فقرات عدة منها المسابقات والمحاضرات وتقدم للحجاج النازلين بالقرب من مركز الجمعية وإحضار مترجم يقوم بالمخاطبة مع ضيوف الرحمن. واستدرك صلاح عبدالشكور موقفاً حصل في أحد الأعوام بعد قيام أحد هذه الاحتفالات وهو أن حاجا أفريقيا قام بتوثيق كل ما دار في الاحتفال بهاتفه النقال من أجل العودة إلى بلاده بعد أداء فريضة الحج ونشر التوثيق بين بني جلدته من غير المسلمين ليعلموا ما يقدمه لهم أهل مكةالمكرمة من حفاوة وتكريم يدخل إلى قلوبهم الفرحة والابتسامة. وأشار إلى أن الشباب المشارك في الأعمال التطوعية في الحج يخضعون إلى دورات تثقيفية متكاملة في عدة مجالات من أهمها كيفية حسن التصرف مع الحاج التائه ومعرفه مخاطبته والوصول إلى مبتغاه وتعليمه أكثر من لغة ليتمكنوا من الحديث مع ضيوف الرحمن وسرعة الاستجابة لهم. وذكر نقوم في كل عام بتطوير العمل التطوعي عن الأعوام السابقة سواء في زيادة أعداد الدورات أو تطوير الأعمال المقدمة للحاج وأبان أن المكافآت المالية التي تقدم إلى المتطوع لا حاجة لها من الأساس لأن المتطوع يعمل من أجل كسب الثواب والأجر، فإن كانت هناك مكافآت مالية ستكون هناك محاسبة في حال التقصير وبهذه الطريقة لن يتمكن الشاب المتطوع من العمل من أجل خدمة الحاج بل العمل من أجل أخذ المكافآت المالية والظفر بها، وطالب صلاح عبدالشكور من الكوادر المتطوعة العمل بيد واحدة وتقديم الخدمة للحاج بصدر رحب فقط لنقل صورة مشرفة عن أبناء هذه المدينة المقدسة. وأشار صلاح إلى أن وسائل الإعلام تلتفت إلى شباب مكة المتطوعين ومن خلال عملي أجد أن الكثير من وسائل الإعلام لا تعطي الاهتمام الكافي لهذه الأعمال التطوعية فقط تقتصر على إبراز الجهود الأولية لهذا العمل وإخفاء الجهود الكبرى المبذولة في خدمة الحاج. زيادة أعداد أفراد الكشافة نبيل الطيب (القائد الكشفي والممثل لوزارة التربية والتعليم في مكةالمكرمة): لا يخفى على الجميع أهمية الأعمال التي يقدمها أفراد الكشافة في مكةالمكرمة لخدمة الحاج وخصوصاً في المشاعر المقدسة لذلك قمنا بزيادة أعداد الكوادر المتطوعة في الكشافة إلى 4 آلاف كشاف ليتمكنوا من تغطية ولو جزء بسيط من احتياجات ضيوف الرحمن، مشير إلى أن التجارب الماضية كانت ناجحة في تلبية احتياجات الحاج وتوفير الجو الملائم له. وأفاد الطيب: نحن نعمل ضمن منظومة متكاملة تخضع للكشف من قبل وزارة التربية والتعليم ومن خلال التجارب الماضية نعمل على تلافي الأخطاء التي قد يقع فيها بعض أفراد الكشافة من تقصير وإهمال في خدمة الحاج ونحن حريصون كل الحرص على تقديم أفضل الخدمات والمساعدات الجليلة لضيوف الرحمن بالإضافة إلى توفير الأجواء المناسبة لهم ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل راح وطمأنينة. وقال نحن نواجه بعض الصعوبات في العمل الميداني وخصوصاً في المشاعر المقدسة ولكن عندما يستشعر كل واحد منا قدسية المكان والزمان وما يقدمه لوفد الرحمن لهو عمل عظيم وثوابه أعظم وأجل لذلك نحن نعمل على خدمة ضيوف الرحمن ونقل الصورة الحسنة لشباب مكة ووضع البصمات الإيجابية في نفوس الحجاج لا سيما غير المتحدثين باللغة العربية. قدسية المكان والزمان منصور نظام الدين (إعلامي): يواجه أصحاب الأعمال التطوعية في موسم الحج الكثير من المتاعب والصعوبات ولكن سرعان ما تزول هذه المتاعب ليأتي الأجر والثواب من الله للمكافأة على ما قدموه في خدمة ضيف الرحمن ولنستشعر جميعاً قدسية هذه البقعة المشرفة التي أنعم الله علينا بالسكنى بها والظفر بخدمة ضيوف بيت الله العتيق. محمد بكر (أحد أفراد الكشافة المتطوعة): نحن نحتاج إلى دعم كبير من المؤسسات والشركات الإعلامية الناقلة لهذه الأحداث التي تكون لنا كدافع معنوي للاستمرار في خدمة ضيوف الرحمن وتلبية احتياجاتهم، وأشار إلى أن المكافآت المالية التي تعطى للفرد المتطوع لا تعتبر مانعة لكسب الثواب بل هي دافع معنوي للمبادرة الحسنة في خدمة ضيوف الرحمن. مواجهة المصاعب رشيد هارون (أحد أفراد الكشافة): نحن نواجه بعض المصاعب وخصوصاً في المشاعر المقدسة فصعوبة التنقل تشكل لنا هاجسا كبيرا يصعب على الجميع تحمله بالإضافة إلى زهد المكافآت المالية التي تصرف للعاملين في هذا المجال التطوعي فهي لا تكفي تأمين الاحتياجات الضرورية للمتطوع. زيارة المرضى: محمد عبدالله (أحد شباب مشروع تعظيم البلد الحرام): الجميع لا يدرك مدى تأثير الزيارات للمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والورود لهم فهي تزرع الأمان والراحة في نفوسهم، واستدرك محمد موقفاً حصل عند زيارة أحد الحجاج المرضى في مستشفيات العاصمة المقدسة وتقديم الورد له إلا أنه ترك ما قدموه له وقام باحتضان الشاب وتقبيله وذرف الدموع وذلك نتيجة ما كان يشعر به من وحدة إلى أن الزيارة أشعرته بالأمان والطمأنينة وراحة البال. خارطات الطريق للكشافة عبدالظاهر البلوشي (أحد شباب مشروع تعظيم البلد الحرام): العمل التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن عمل عظيم يتشرف كل فرد لنيل شرف هذا العمل وأفراد الكشافة لهم الأعمال الجلية في خدمة ضيوف الرحمن إلا أن الكوادر التطوعية التابعة للمؤسسات الخاصة لا تعطي اي اهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم ولا تزود بأبسط مقومات العمل التطوعي لخدمة الحاج وهي الخارطة الكشفية التي يمكن من خلالها الاستدلال بالأماكن والمناطق التي يحاج الحاج الوصول إليها. الحاجة إلى دورات مكثفة طارق عبدالهادي (أحد الشباب المتطوع ): نحن بحاجة ماسة للدورات التي تقدمها الجهات الحكومية كجامعة أم القرى وغيرها للعمل بصورة مثالية في خدمة الحاج وسهولة الخاطب معه ومحاورته والوصول إلى تلبية الخدمة المناسبة له. فيصل إمام (أحد الشباب المتطوع) تحتاج الكوادر المتطوعة في أعمال الحج إلى الدورات التعليمية التي تلمهم بتعلم اللغات للتمكن من مخاطبة ضيوف الرحمن ومعرفة احتياجاتهم فلغة الإشارة لا تكفي لإرشاد الحاج التائه.