عندما شرعت إحدى الدول في دعم الصناعة من أجل تنويع مصادر الدخل، قامت شركة محلية رائدة تعمل في مجال التعدين بإطلاق مشروع أكبر منجم ألمنيوم في العالم في إحدى المناطق لديها. ومنذ بداية العمل على حفر المناجم بدأت هذه المنطقة باستقطاب صناعات أخرى قائمة على الألمنيوم مثل: مصانع السيارات ومصانع المشروبات الغازية وغيرها، ما ساهم في خلق عشرات الآلاف من الوظائف لأبناء هذه المنطقة، ومن هنا برزت احتياجات عديدة لهذه المنطقة منها أساسية كالاحتياجات الطبية والتعليمية ومنها احتياجات ثانوية خدماتية. وقد ساهم ذلك في فتح المجال أمام شباب هذه المنطقة والمناطق المجاورة لبدء مشاريع صغيرة ومتوسطة (مطاعم ومغاسل، ومحطات وقود..) لتلبية احتياجات الموظفين فيها، كما أدى ذلك إلى إيصال الخدمات الأساسية الى هذه المنطقة. نموذج جميل ساهم في تنوع مصادر الدخل الوطني لهذه الدولة ووفر صناعات جديدة أتاحت فرص عمل جديدة وساهمت في تنمية المنطقة ورفع مستوى المعيشة فيها. هذا أحد نماذج أقطاب النمو التي تحدثت عنها في مقالتي السابقة. من المؤكد أن أول ما تبادر الى أذهانكم هو أن هذا النموذج قائم في بلد أجنبي.. ولكن هذا النموذج هو في طور التنفيذ في المملكة اليوم. ما زالت رحلة الاستدامة في بدايتها ولكنها بدت فلندعمها. تحية لكل من ساهم ويساهم وسيساهم في بناء أقطاب النمو وإكمال رحلة النجاح.. دمتم على استدامة.