اتسم الأسبوع الماضي بتزاحم الأحداث المحلية والدولية، ففي الوقت الذي كان العالم الإسلامي يتابع توسعة القرن التي وضع فيها خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي كانت بقية الأمم تتابع ما يجري في الأممالمتحدة. تابع العالم العربي خطاب أبو مازن الذي شرح فيه معاناة الشعب الفلسطيني، كما تابع العالم كلمة نتانياهو التي عرض فيها الرسم الذي يصف القنبلة النووية الإيرانية، واستطاع أن يوظف ثقافة الصورة فتصدرت صورته وهو يحمل لوحة القنبلة على صفحات الصحف العالمية. أما الخليجيون فقد تابعوا خطاب نجيب ميقاتي، وتلقى العالم العربي بارتياح ما أكده أمام العالم من أن لبنان قد اعتمدت النأي بالنفس عن الأحداث السورية دون التخلي عن مسؤوليتها في الجانب الإنساني تجاه اللاجئين. والملفت في الأممالمتحدة كان خطاب الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي كان له أثر بالغ في الأوساط الدولية لتوازنه وتحديده لخارطة الطريق لإرساء السلام والأمن في المنطقة والعالم وتشخصيه لواقع الأمة والتحديات التي يواجهها العالم، لهذا أرسل الخطاب تطمينات للعالم عندما قال بأن المملكة تضع أمام عينها ميثاق الأممالمتحدة الذي ينص على أهمية قيم الحرية والعدالة والمساواة للجميع، كما أكد على سعي المملكة لأن يعيش العالم في أمن وسلام دائمين، وتمكن الأمير عبدالعزيز في خطابه من تناول جميع الملفات الساخنة في المنطقة بنضج سياسي وعقلانية واضحة ورغبة، مؤكدا على ضرورة دعم وتكريس مبدأ التعايش السلمي والتسامح والوسطية وتعزيز أسس السلام والأمن ليس فقط في المنطقة بل في العالم.