يبدو أن «الفساد» قد اكتسب صفة عالمية تماما كما هو حال «الإرهاب».. ولذلك فإن هذا الوافد القديم الجديد إلى قائمة الجرائم الدولية المحرمة.. أصبح مرشحا الآن لمواجهة بإجراءات دولية حازمة.. هذا إذا كانت دول العالم حقا راغبة في محاربته والعمل على القضاء عليه.. أقول هذا الكلام بمناسبة إعلان «أرامكو» عن أنها شرعت في إجراء تحقيقات جادة مع بعض كبار موظفيها لمعرفة ما إذا كانوا متورطين بالفعل في قضايا «الرشى» المتعددة التي أقدمت عليها شركة «تايكو» الأمريكية لتمرير بعض العقود المعززة لمصالحها مع أرامكو.. تماما كما فعلت ذلك مع شركات عالمية مماثلة.. وحصلت على الكثير من المغانم عن طريق هذا السلوك الإجرامي الشائن.. وإذا كنا في عالمنا العربي قد تعودنا كثيرا على سماع مثل هذه الأخبار.. ومشاهدة بعض مظاهر الثراء المفاجئ حتى أصبح الأمر لدينا طبيعيا.. وخبزا يوميا مألوفا.. فإن الوقت قد حان لكي نسقط «هالة» المثالية.. وبراءة ذمم الأوروبيين والأمريكيين والألمان والفرنسيين وغيرهم من الدول التي تتحدث كثيرا عن «النزاهة» و «الشفافية» و «الانضباط» وسيطرة حكم القانون.. ونقاء ضمائر البشر فيها.. أقول هذا ليس من أجل تزكية «الفساد» العربي المستشري، أو التقليل من شأنه.. وإنما أقوله لأؤكد على أن العالم كله يواجه أزمة أخلاقية تفرز سلوكا شائنا وقبيحا ومستنكرا من هذا النوع.. ولست أدري، في الحقيقة، من الذي أفسد الآخر؟!. نحن الذين ندفع أثمان الصفقات والبرامج من دم قلوبنا.. أم هم الذين يحصلون عليها مقابل «رشى» ضخمة وكبيرة يقدمونها لكل من يخون أمانته؟. وبصرف النظر عن الإجابة.. فإن المرض بات موجودا.. وإن العدوى قد أخذت في الانتشار.. ليس فقط في القطاعات الحكومية الرسمية المرتبطة بالدول.. وإنما في القطاعات الأهلية والخاصة وحتى مؤسسات المجتمع المدني أيضا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. *** ضمير مستتر: من يخن أمانته.. ويعش على الحرام فإنه يخون وطنه.. ويثرى على حساب مواطنيه وضميره. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]