** كان الحديث دائما وما زال عن «الفساد» المالي والإداري في أجهزة الدولة.. وهيئاتها ومؤسساتها.. ** لكنه يطال هذه الأيام قطاع الأعمال وبقوة..؟ ** فما الذي حدث لنا.. وما الذي أصاب مجتمعنا؟ ولماذا نتحول إلى بلد يعيث فيه فساد الرشوة بمثل هذه الصورة التي كشف عنها رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد يوم الثلاثاء الماضي.. ** وإذا صح أن «68 %» من المستثمرين يلجأون إلى الرشوة لتمرير مشروعاتهم كما قالت الدراسة التي أجريت مؤخرا وكشف عنها في «منتدى الرياض الاقتصادي» فإن ذلك يعني أن الفساد بأبشع صوره قد طال المؤسسات الأهلية.. والقطاع الخاص أيضا.. ** وبصورة أدق.. فإن ذلك يعني أن كل الوطن يعيش الفساد ويعاني منه.. لأن من يرشو ومن يرتشي هم في النهاية مواطنون.. ** وحتى وإن كانت النسبة التي ذكرتها الدراسة تشمل المستثمرين الأجانب أو حتى تركز عليهم.. فإن الفساد يصبح متحققا.. لأن من يرتشون هم في النهاية مواطنون.. سواء كانوا يعملون في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص.. ** وإذا تأكدت نتائج هذه الدراسة.. فإن ذلك أمر خطير من شأنه أن يعرض البلد لا سمح الله لكارثة، لأننا لا يمكن أن نتخيل كيف يمكن أن يكون هذا الحجم من الفساد موجودا ولا يترنح أو يسقط على الأرض لا قدر الله ، وإن كنت أشك تماما في دقة معلومات هذه الدراسة.. ** ولذلك فإن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تكون مطالبة بأداء هذه المهمة بدءا بالتحقق من هذه المعلومة المخيفة.. وهذا لعمري عمل وطني مهم وكبير وإنجاز تحمد عليه الهيئة وتبشر معه باقتلاع هذا السم من جذوره.. وقبل استفحاله.. ** وفي ضوء ذلك فإننا نستطيع أن نتبين إن كنا سنصعق ونضع أيدينا على رؤوسنا.. أو أن نقول سامح الله بعض الدارسين والباحثين الذين يتعجلون الحكم على الأمور ولا يدققون في المعلومات التي بين أيديهم.. ومن ثم نتنفس الصعداء ونسأل الله السلامة من هذا الداء.. ونفتح عيوننا على وطننا.. وأماناتنا ونمضي في مسيرة المعالجة والتصحيح بخطوات ثابتة وذلك ما أتوقع وأرجو. * ضمير مستتر: ** الفساد سرطان.. يبدأ صغيرا.. ولكنه ينتشر سريعا إذا لم يتم استئصاله في وقت مبكر. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة