حكم قاضي المحكمة الجزائية في جدة على أحد المحتالين بالسجن ستة أشهر و50 جلدة، لممارسته أعمال السحر، الصرف، العطف، أكل أموال الناس بالباطل، مدعيا أنه يملك قدرات خارقة لمعالجة المرضى، تثبيت الحمل، تقريب المحبوب، التفريق بين الأزواج، فك السحر وإعادة الفرقاء إلى بعضهم. وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد تلقت معلومات عن وجود وافد نيجيري (76 عاما) اعتاد الاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل، بعد ادعائه بأنه يملك قدرات سحرية، فتم تشكيل فريق عمل لتتبع تلك المعلومات وإعداد الكمين اللازم للإيقاع به متلبسا بجرمه. عمليات الإعداد للكمين بدأت من خلال الاتصال بالمحتال النيجيري من قبل مصدر سري أشار للمحتال إلى أنه كان متزوجا بامرأة وطلقها ثم تزوج بأخرى أصبحت تعاني من بعض الأمراض، فطلب المحتال من المتصل أن يقابله وخلال اللقاء طلب منه أن يخبره باسم زوجته واسم أمها، وكان ذلك على مسمع من رجال الهيئة، وطلب الساحر من المصدر أن يغادر واعدا إياه بالاتصال في أقرب وقت بعد التأكد من بعض الجوانب وطلب منه تجهيز 100 ريال فقط نظير الكشف المبدئي على الحالة فتم تسليمه المبلغ على الفور. في اليوم التالي اتصل الساحر بالمصدر وأبلغه أن زوجته مسحورة من قبل طليقته ووعده بفك السحر وإجراء عمل سحري له ليثبت حملها، وطلب منه إحضار 200 ريال وحدد له المكان والزمان لاستلام المبلغ. وطلبت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المصدر السري مواصلة تواصله مع الساحر المزعوم، وحضر له في الموعد المحدد وقدم له 200 ريال «مرقمة»، وإذ بالمحتال يخرج من جيبه كيسا بداخله أربع قصاصات على شكل مثلثات بداخلها مسحوق بني اللون، وطلب من زبونه أن تتبخر زوجته من هذا المسحوق في الصباح وذلك بهدف صرف الكوابيس عنها وإزالة المرض وتثبيت الحمل. وبعد أن استلم رجال الهيئة الأعمال المزعومة داهموا المحتال النيجيري وعثروا بحوزته المبلغ المرقم وحجاب مكتوب عليه أرقام وتحتها آية من القرآن ورسوم سحرية ووسطها نفس الآية ورسوم سحرية أخرى وأسفل منها آية، وغير ذلك من المضبوطات السحرية، وعلى الفور جرت إحالته إلى جهات الاختصاص ثم إلى المحكمة الجزائية في جدة والتي عقدت جلسات للنظر في الاتهامات الموجهة للمحتال. وأفاد المتهم في أولى الجلسات أنه اتصل عليه شخص وطلب منه علاج زوجته وأحضر له أربع قصاصات بها بخرات لتتبخر بها زوجته وطلب مقابل ذلك 100 ريال فقط ولم يمارس أعمال السحر، وبعد أن واجهه ناظر القضية بإفادات وشهادات رجال الهيئة الذين تابعوا تفاصيل التفاوض معه ومزاعمه بالعلاج وفك السحر، صمت المتهم واعترف بجرمه، ما جعل القاضي يصدر حكما عليه راعى فيه عدم وجود سوابق عليه وكبر سنة، وجاء في الحكم سجنه 6 أشهر تحتسب من مدة إيقافه وجلده 50 جلدة مكررة على ثلاث دفعات بين كل دفعة وأخرى ما لا يقل عن أسبوع. هذا الحكم لم يبد المتهم (المدعى عليه) أي اعتراض عليه وقبل به، كذلك لم يبد المدعي العام اعتراضا على الحكم.