دائما مايكون بين الأرض والانتماء علاقة وطيدة لا تنفصل ولاتتجزأ خاصة إذا وجدت علاقة اخضرار متينة بينهما هذا مانراه جليا بين أرضنا المعطاءة وانتمائنا الكبير إليها حيث تتحد فيها القلوب والعقول وتتواءم حولها الألسن واللهجات حبا في عرفانها وسموها. لذا كان يوم الوطن هو يوم الانتماء والأرض لكي يعلي راية الوطن عالية ويبقيها في دواخلنا ليست مختبئة بل متمسكة بعراه العظيمة.. فمن دون انتماء وأرض لن تكون لك هوية ولا مدى تجد به أحلامك وآمالك وطموحاتك. ففي كل شبر من وطني أجد نفسي أفتخر براية التوحيد وأعطر فمي بذكرها وأتجول في محتوياته متذكرا ماضيه المجيد الذي جعلني حاضرا وآمنا لا أشعر بالخوف والرهبة.. سنجدد لأرضك حبا فريدا واعتلاء مع قيمك العاليات كالجبال، إنني أحدث عنك الملأ وأقول إن لي وطنا خالدا يعودنا على حبه دائما وعدم نكران جميله.. ففي كل ليلة أطرق باب المناجاة مع ربي وأدعوه أن يحفظنا في هذا الوطن ويحفظ الوطن لنا. فهو الأب الرحيم والمعلم الحكيم والطبيب الأمين والمهندس الفذ يجمعنا كلنا تحت لوائه لايريدنا سوى أن نكون مهنئين غير مستائين.. أفلا يستحق هذا الحب.. بل يستحق الإخلاص والولاء والمحبة المستمرة لأن حبنا له ليس ساعات وتنقضي أو سطورا وتنتهي بل هو ماكِث في النفوس التي لاتنفك البتة متأسسة بشرع حكيم ومنهجية مثلى.. اثنان وثمانون عاما يا وطني ومجدك باق وكلك رائع، وستظل أنت أصلنا الجليل. وإن انتماءنا لك ليس إلا مبادئ نشأت من ولادتنا على أرضك المباركة فأنت تستحق أرواحنا فداء لترابك الطاهر. حمد جويبر (جدة)