إن حكايا العشاق، التي لم تتعد حدود الحنجرة ولا تثور خارج الذاكرة خوفا من بطش تقليد أو جور عادة، تشبه جنينا تحبسه أمه داخل أحشائها حتى لا يتشوه بفعل البيئة الملوثة بعفن الظنون حولها. منذ ولدنا ونحن نعيش بعاهات مستديمة وأورام خبيثة مهما حاولنا اجتثاثها من أرواحنا إلا أنها تعاود النمو كالنباتات المتسلقة حتى تغمرنا سوءا ونتانة، بتنا نراقب الناس في الشوارع والأسواق وفي عقر دورهم حتى نتأكد من نقائهم وطهرهم وكأننا بهذا صرنا أوصياء عليهم مرسولين لنعلمهم كيف يعيشون؟!. هل هي زوجته؟!، أم أخته؟!، ولكنها تبدو بدينة هذه المرأة معه؟!، أستغفر الله العظيم، هذا ما نكرره دائما ولو أن الطهر لازمنا منذ التخصيب، لما تفحصنا أجساد أهله حتى نعرف إذا داهمنا أحد الأماكن العامة هل تلك الفتاة هي أخته البدينة أم أمه العرجاء..؟!!. هناك خلل قاتل، يجري في عروق المجتمع المنهك، فهمنا لديننا وبعض العادات والتقاليد الخاطئة يحتاج إلى إعادة هيكلة حتى تظهر أنفسنا بشكل أجمل وإحسان الظن يكمل.. فلنعش بهدوء ولا نجعل باب الظنون مواربا عن سوئها، وليكف الشيخ عن الظن بقرينه والمعلم بطالبه والعائل بزوجته وأطفاله، والمرأة بصديقاتها، والرجل بأقربائه سوءا.