شهد النادي الأدبي في جدة البارحة حضورا بارزا لشعر الراحل غازي القصيبي في أمسية استثنائية على مستوى شخصيتها التي لم تغب عن المشهد الثقافي والوجداني، او على مستوى الحضور الذي زاد الأمسية ألقا يليق بمستوى القصيبي، ذلك الراحل جسدا والباقي في ضميرنا وكتبنا ودفاتر أولادنا شعرا ونثرا وتاريخا. وقرأ خلال الأمسية كل من الأدباء حمد القاضي والدكتور عبدالله المعطاني والدكتورة فايزة الحربي شعر الراحل مستنبطين منه مضامين الوطن والمواطنة في شعر الأديب والوزير غازي القصيبي، حيث تولى صديقه حمد القاضي استنباط الجوانب الإنسانية في شعره، فيما تناول الدكتور المعطاني شعر القصيبي من منظور نقدي للدلالة على توظيف الوطن في الشعر، أما الدكتورة فايزة فتحدثت عن موضوع الوطن في شعر الدكتور غازي.. الدلالة والمعنى. وفي الوقت الذي تغيب عن الندوة مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس دون الإعلان عن غيابه من قبل مقدم الأمسية حسين بافقيه، بدأت الدكتورة فايزة الحربي بالمشاركة في الندوة التي أقيمت البارحة في أدبي جدة، إذ ألقت ورقة عن الوطن في شعر الدكتور غازي القصيبي.. الدلالة والمعنى، منوهة إلى أن الراحل امتاز بالنبل حينما تعايش مع قضايا الشعوب العربية، كما يعد شخصية تمثل المواطنة الحقة. وبينت أن دلالات الوطن في شعر الراحل لم تكن طافية على السطح بقدر ما تحققت من خلال المتن السردي وبنائها المعماري العميق. جاءت بعدها مشاركة عضو مجلس الشورى حمد القاضي حيث تحدث عن الراحل ببعض القصص حينما ماتت والدته وهو في الغربة لتلقي التعليم وكيف افتقدها، كما سلط الضوء على قصة طفلته يارا وافتقادها له نظرا لمشاغله بأبيات شعرية، إضافة إلى ما بعض ما أثر على حياة الراحل كالغربة أو الصحراء والإنسان. وتطرق إلى الجانب الإداري من حياة الدكتور غازي القصيبي وكيف امتاز بالمرونة في العمل، إضافة إلى جهوده في الوزارة. بعدها تحدث عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله المعطاني عن تفاعل الراحل مع الوطن ملقيا على السامعين بعض أبياته، وكيف اعتبر الوطن بأنه الصدق والأمانة والمحبوبة. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي في النادي الدكتور عبدالإله جدع أن النادي اختار توقيت البارحة موعدا لانعقاد الندوة لضمان حضور أكبر شريحة من الرواد بعيدا عن سائر الفعاليات، موضحا أن هذه الندوة هي إحدى نشاطات النادي احتفاء باليوم الوطني.