منذ اشتعال الثورة في سوريا، والمؤشرات تشير إلى أن عنتا كبيرا سوف يصادفه الشعب الثائر قبل إسقاط النظام. فالقضية في سوريا ليست قضية نظام، بل معادلة لا بد من أن يتوازن طرفاها، وإلا دخلت المنطقة في دوامة عنيفة تسقط كل ما هو قائم، ولهذا تنازع المتبارون داخل الملعب بما يرضى الجميع.. فالغرب يبحث عن ضمانات لبقاء أمن إسرائيل، والصين وروسيا تبحثان عن موضع قدم في العالم العربي لكي لا تؤخذا على حين غرة وتفاجآ بفرض معادلة الأمر الواقع.. والأمر الواقع الذي يحبذه الغرب أمان إسرائيل وتمرير مخطط الشرق الأوسط الجديد، أما الدول العربية فهي جزء من المخطط لا يمكنها التفرد بالقرار، بل هي (مع البيعة)، فأين تستقر مصلحة الغرب تكون مصلحتها، ومع نجاح بعض ثورات الربيع العربي، كان (الكوتش) يرى أن الإسلاميين هم الأقرب لتمرير أجندة الغرب، كون حضورهم في الشارع العربي طاغيا، وحين يتم تمرير المخطط من خلال حكومات ذات صبغة إسلامية سوف يتقبلها المواطن العربي للثقة في هذه الحكومات، وإن رفضت هذه الحكومات تمرير ذلك المخطط يكون مصيرها الفشل بخلق تأزمات سياسية واقتصادية لن تستطيع تلك الحكومات الإسلامية حلها، وبالتالي سقوطها على المستوى السياسي. وثورة سوريا تمثل معادلة من مجاهيل عديدة، بينما المعلوم لا يوازي تلك المجاهيل؛ ولهذا أذعن الجميع لمماطلة النظام في تقبله أو رفضه للقرارات الدولية المتلاحقة، مرة يطلب تفسيرا لبعض البنود، ومرة يطلب تعديلا لبعضها، ومرة يطالب بمهلة لدراسة الصيغ، وكلها مهل نجح فيها النظام السوري في البقاء على المعادلة متوترة، ولا يمكن حلها وفق الحلول التي انتهت إليها الثورات العربية. ولهذا، ما زال النظام السوري يسحق شعبه من غير هوادة أو تدبر، على مرأى ومسمع من العالم الذي عجز عن إيقاف الآلة الجهنمية لذلك النظام، ونتيجة ذلك السحق تناثر الشعب السوري على حدود الدول المجاورة هربا من الموت، ومن بقي سيموت قبل أن يوقف تلك العجلة الجهنمية. وبالرغم من الدعم الدولي للشعب السوري في تحقيق رغباته الحياتية من خلال النضال والثورة على نظام مستبد، إلا أنه دعم سياسي مرتهن للحسابات التي لم تتضح نتائجها، ولعدم اليقين من تلك النتائج بقي الحال على ما هو عليه. وتظهر الخشية الآن من سقوط النظام السوري ووصول تيارات إسلامية للسلطة، وهذا يعني المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وليست هنا القضية، فالقضية سوف تتحور إلى انفجار في المنطقة بدخول إيران (كدولة مستهدفة العداء) وحزب الله كطرف ميداني متقدم. ولهذا يبحث المتحاربون داخل الملعب السوري عن صيغة شبيهة بالصيغة التي انتهت عليها ثورة اليمن، باستبدال الرئيس بنائبه (أو من هو على شاكلته)، مع المحافظة على بقاء عناصر النظام قائمة، وهو الحل الوحيد الملائم للخروج من مأزق الثورة السورية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]