يختلف الروتين اليومي لدى الشباب في قضاء أوقات فراغهم وفي نشاطاتهم فكثير من الشباب يفضلون قضاء وقتهم بالذهاب إلى الصالات الترفيهية والألعاب فيما يفضل آخرون قضاء وقتهم في المقاهي. وسادت الكثير من القيم في مجتمعنا والتي لا تمت لقيمنا بأي صلة وكان كل هذا نتيجة للعولمة التي تجاوزت حدودها الاقتصادية والجغرافية لتصل إلى الفكر والثقافة وهكذا عمدت العولمة بجانبها السلبي إلى هدم وتدمير نفوس الشباب من خلال غزو العقل والفكر وتبديل الأفكار والقيم السائدة بفكر فاسد. يقول محمد المالكي: نجد بعض الشباب الذين لا يستطيعون إشباع رغباتهم وتطلعاتهم بطريقة موضوعية وحقيقية مبنية على قدراتهم وتفكيرهم حيث ينغمسون في الجوانب التقنية وتتبع أخبار الكرة وما يتعلق بها من مباريات ولاعبين وزواج وطلاق نجوم السينما وآخر الموضات وتقاليع بيوت الأزياء وكذلك يتابعون بشغف ولهفة ألبومات وقوائم الأغنيات الصاخبة والهادئة في صخب. ويضيف محمد المالكي: أقضي من وقتي 3 ساعات يوميا بالذهاب إلى صالة الألعاب لممارسة لعبتي المفضلة البولنق مع أصدقائي فيما أقضي بقية الوقت مع الأسرة. ويذكر رياض الغامدي وقت الفراغ ليس هو الوقت الضائع من غير هدف ومن غير نشاط يبذله الفرد وإنما هو الوقت الزائد عن وقت العمل والذي يقضيه الفرد في نشاط من نوع يحبه ويرغب فيه ويقبل عليه من تلقاء نفسه بقصد الترويح عن النفس والاستمتاع بالحياة. ويشير أحمد عمر وزهير أحمد إلى أن وقت الفراغ يسهم في إشباعه عدة عوامل تعود في بعض منها إلى الأسرة فالأسرة التي تهتم بالأمور الحياتية والثقافية وتناقش أمور الحياة مع أبنائها ينشأ أبناؤها على حب الثقافة ويملأون وقت فراغهم في مناقشة أمور الحياة والمطالعة والأسرة التي تهتم بالرياضة وتناقش أمور المباريات والألعاب المختلفة يشغل أبناءها وقت فراغهم باللعب بالنوادي أو متابعة المباريات والرياضة والأسرة التي تهتم بالرحلات والترفيهية تعلم أبناءها على قضاء وقت فراغهم في هذه الرحلات. أما سلطان دهل فتحدث قائلا: إن أوقات الفراغ قد تكون أرضية لسقوط بعض الشباب في مهاوي الانحراف، مع أن هذه الأوقات قد تكون كذلك بالنسبة للكبار أيضا، إلا أنها بالنظر إلى طبيعة الشباب الخاصة، تكون أكثر خطورة عليهم. ويقول فهد عبدالله من الضروري إشغال تلك الأوقات بنشاطات ثقافية أو فنية، أو إنتاجية، ونظرا لأن أوقات الفراغ بمثابة السم للشباب، فإن عليهم أن يلتزموا جانب الحيطة والحذر، ويعملوا على ملء هذه الأوقات، وأن يفوتوا الفرصة على أولئك الذين يشتغلونها لجرهم إلى متاهات الضياع، ذلك أن الإنسان خلق مجبولا على النشاط وممارسة العمل لتصريف الطاقات الكامنة في داخله، فإذا لم يتسن له ممارسة الأعمال المشروعة، فإنه سيشغل نفسه في مزاولة الأعمال المحرمة، أو يقضي وقته في أعمال تافهة غير منتجة. من جهته قال عبدالله الزهراني وأحمد المالكي يجب أن يستغل الشباب هذه الأوقات في المطالعة ومواكبة آخر الإصدارات الأدبية والعلمية لما لذلك من فائدة لهم مستقبلا، لأن الشباب سيكون مسؤولا عن أسرة وعن أطفال ولذلك عليه أن يكون واعيا ومواكبا للحركة الفكرية ليسهم في إنشاء جيل متطور. ونوه علي أحمد إلى أهمية التلفاز في استحواذه على عقول الشباب، مؤكدا بذلك دور الإعلام في استقطاب العقول وتأثيرها على مظاهر الحياة، إذ أنه يفضل الجلوس ساعات في مشاهدة التلفاز وما يعرضه ويذيعه من برامج ترفيهية على الخروج أو الذهاب إلى زيارة الأهل أو الأصدقاء.